مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما زيَّف (١) مذاهب المشركين في إثبات الشركاء والأنداد لله، وفي طعنهم نبوَّة الأنبياء والرسل، بنحو قولهم: لو أرسل الله رسلًا لأرسل ملائكة، وفي تحليلهم أشياء حرمها الله تعالى، وتحريم أشياء أحلها الله تعالى، وبالغ في رد هذه المعتقدات .. ختم السورة بذكر إبراهيم رئيس الموحدين، الذي كان المشركون يفتخرون به، ويقرون بوجوب الاقتداء به، ليصير ذكر طريقته حاملًا لهم على الإقرار بالتوحيد، والرجوع عن الشرك، ثم بأمر نبيه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - باتباعه، ثم بجعل الأسس التي يبني عليها دعوته هي الحكمة والموعظة الحسنة، والجدل بالحسنى، ثم بأمره باللين في العقاب إن أراده، أو بترك العقاب وهو أفضل للصابرين، ثم بأمره بجعل الصبر رائده في جميع أعماله، ونهيه من الحزن على كفر قومه، وأنهم لم يجيبوا دعوته، وأنهم يمكرون به، فالله ينصره عليهم، ويكفيه أذاهم، فقد جرت سنته بأن العاقبة للمتقين، والخذلان للعاصين الخائنين.