للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{قَانِتًا} والقانت: المطيع لله القائم بأمره، {حَنِيفًا} والحنيف: المائل عن الدين الباطل إلى الدين الحق، {اجْتَبَاهُ} اصطفاه واختاره للنبوة والخلة، {حَسَنَةً} والحسنة هي محبة أهل الأديان جميعًا له إجابة لدعوته لربه {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤)}.

{أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} الملة (١) اسمٌ لما شرعه الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء - عليهم السلام - من أمللت الكتاب إذا أمليته، وهو الدين بعينه، لكن باعتبار الطاعة له.

وتحقيق ذلك: أن الوضع مهما نسب إلى من يؤديه عن الله تعالى .. يسمى ملة، ومهما نسب إلى من يقيمه ويعمل به .. يسمى دينًا، وقال الراغب: الفرق بينهما أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي - عليه السلام - ولا تكاد توجد مضافةً إلى الله سبحانه وتعالى، ولا إلى آحاد الأمة، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، والمراد بملته عليه السلام الإسلام الذي عبر عنه آنفًا بالصراط المستقيم اهـ "أبو السعود".

{إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا}؛ أي: إنما فرض تعظيم السبت، والتخلي فيه للعبادة، وترك الصيد فيه على اليهود الذين اختلفوا فيه، والسبت في الأصل مصدر سبت يسبت - من باب ضرب - سبتًا، بمعنى قطع، ثم سمي به يومٌ من أيام الأسبوع لانقطاع الأيام عنده، إذ هو آخر أيام الأسبوع، يجمع على أسبت وسبوت، وقال الزمخشري: سبتت اليهود إذا عظمت سبتها.

{بِالْحِكْمَةِ} والحكمة المقالة المحكمة المصحوبة بالدليل الموضح للحق المزيل للشبهة، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} الدلائل الظنية المقنعة للعامة، والجدل: الحوار والمناظرة لإقناع المعاند، {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} والعقاب في أصل اللغة: المجازاة على أذى سابق، ثم استعمل في مطلق العقاب.


(١) أبو السعود.