ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {كَانَ أُمَّةً}؛ أي: كان بنفسه كالأمة والجماعة الكثيرة لجمعه أوصاف الكمالات التي تفرقت في الخلق، كما في قول أبي نواس.
ومنها: المزاوجة والمشاكلة في قوله: {فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ} لأنه سمى الفعل المجازى عليه باسم الجزاء، على طريقة المشاكلة والمزاوجة، لأن تسمية الأذى الابتدائي معاقبةً من باب المشاكلة، لأنها في وضعها الأصلي تستدعي أن تكون عقيب فعل، نعم العرف جار على إطلاقها على ما يعذب به أحدٌ، وإن لم يك جزاء فعل.
ومنها: التصريح بالصبر في قوله: {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ} بعد التعريض له في قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} حثًّا عليه على الوجه الآكد.
ومنها: جناس الاشتقاق بين {صَبَرْتُمْ} و {الصَّابِرِينَ}، وبين {اصْبِرْ}{وَمَا صَبْرُكَ}.
ومنها: الكلام المقلوب في قوله: {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ} لأن الضيق وصف يكون في الإنسان، ولا يكون الإنسان فيه.