والجن، والمجنون لاستتار عقله، وجن الليل؛ أي: أظلم إلى نحو ذلك {مِنْ أَعْنابٍ}؛ أي: كروم منوعة، جمع عنب، والعنبة الحبة، وفي «القاموس» وغيره: عنب الكرم صار ذا عنب، والعنب ثمر الكرم، وجمعه أعناب، والحبة منه عنبة {وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ}؛ أي: جعلنا النّخل محيطًا بكل منهما يقال: حفه القوم إذا طافوا به، وحففته بهم إذا جعلتهم حافين حوله، فتزيده الباء مفعولًا ثانيًا كقولك: غشية، وعشيته به، والمعنى: جعلنا النخل محيطًا بهما مطبقا بحفافيهما؛ أي: جانبيهما، ومنه قوله تعالى:{حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}{أُكُلَها}؛ أي: ثمرها {وَلَمْ تَظْلِمْ}؛ أي: ولم تنقص منه شيئًا {نَهَرًا} والنّهر: بالتحريك لغة في النهر بالسكون، وهو مجرى الماء العذب {وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ}؛ أي: أنواع من المال يقال: ثمر فلان ماله، وأثمره، إذا نماه، قال الحارث بن كلدة:
ولقد رأيت معاشرا ... قد أثمروا مالًا وولدَا
وفي «البيضاوي»: مأخوذ من ثمر ماله بالتشديد إذا كثّره، وفي «المصباح» الثمر بفتحتين، والثمرة مثله، فالأول مذكّرٌ، ويجمع على ثمارٍ، مثل جبلٍ، وجبال، ثم يجمع الثمار على ثمر، مثل كتابٍ وكتب، ثمّ يجمع على أثمارٍ مثل عنق، وأعناق، والثاني مؤنث، والجمع منه: ثمرات مثل قصبة وقصبات، والثمر: هو الحمل الذي تخرجه الشجرة، وسواءٌ أكل أو لا، فيقال: ثمر الأراك، وثمر العوسج، وثمر الدّوم، وهو المقل كما يقال: ثمر النخل، وثمر العنب، قال الأزهري: وأثمر الشجر أطلع ثمره، أول ما يخرجه فهو مثمر، ومن هنا قيل لما لا نفع فيه: ليس له ثمرة اهـ. وفي «الأساس»{وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ}؛ أي: مال وانظر ثمر مالك، ونماءه، ومال ثمر؛ أي: مبارك فيه، وأثمر القوم، وثمروا ثمورًا، كثر مالهم، وثمر ماله، يثمر كثر، وفلان مجدود ما يثمر له مال، والمراد في الآية أنه كان إلى جانب الجنتين الموصوفتين الأموال الدائرة من الذهب والفضة وغيرهما، وكان وافر اليسار من كل وجه والصاحب المصاحب لك {يُحاوِرُهُ}؛ أي: يجادله، ويراجعه الكلام بالوعظ، والدعاء؛ إلى الإيمان بالله والبعث {نَفَرًا} والمراد من النفر الخدم، والحشم حشم الرجل خدمه ومن يغضب له سموا بذلك لأنهم يغضبون له والأعوان {تَبِيدَ} تفنى وتهلك {مُنْقَلَبًا}؛ أي: مرجعًا، وعاقبةً، وهو اسم مكان من الانقلاب