بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما تقديره {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥)} سببًا آخر أو فأتبع أمره سببًا. ومنه:{وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} فعداه لاثنين، ومن حذف أحد المفعولين قوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (٦٠)}؛ أي: أتبعوا جنودهم، واختار أبو عبيد {اتَّبع} بالوصل، قال: لأنه من المسير، قال: تقول: تبعت القوم واتبعتهم، فأما الإتباع بالقطع فمعناه اللحاق، كقوله:{فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} وقال يونس، وأبو زيد:{أتبع} بالقطع، عبارة عن المجد المسرع الحثيث الطلب، وبالوصل إنصا يتضمن الاقتفاء دون هذه الصفات. اهـ "سمين".
{سَبَبًا}؛ أي: طريقًا يوصله إليه، من علم أو قدرة أو آلة {حَمِئَةٍ}؛ أي: ذات حمئة، وهي الطين الأسود، وفي "المصباح" والحمأة بسكون الميم: طين أسود، وحمئت البئر حمأً، من باب تعب، صار فيها الحمأة، وحميت الحديدة تحمى، من باب تعب فهي حامية، إذا اشتد حرها بالنار، ويتعدى بالهمزة فيقال: أحميتها فهي محماة، ولا يقال: حميتها بغير ألف. اهـ والعين الحمئة: ماء يجري على الطين الأسود.
{مَغْرِبَ الشَّمْسِ}: بكسر الراء؛ أي: مكان غروبها، والقياس: فتحها لأن القاعدة (١) عند الصرفيين: أن كل فعل ثلاثي متصرف، لا يأتي مضارعه على وزن يفعل بكسر العين، بل يأتي على يفعل بضمها، أو على يفعل بفتحها ككرم يكرم، ونصر ينصر، وفرح يفرح، وغرب يغرب، وطلع يطلع، قياس مفعله فتح الميم والعين مع سكون فائه، سواء أريد به المصدر، أو الزمان أو المكان، والكسر فيه شاذ كما قال ابن مالك في "لامية الأفعال":
{حُسْنًا}؛ أي: أمرًا ذا حسن {نُكْرًا}؛ أي: منكرًا فظيعاً {الْحُسْنَى}؛ أي: المثوبة الحسنى {يُسْرًا}؛ أي: سهلًا ميسرًا غير شاق {سِتْرًا}؛ أي: بناءً، وكانوا إذا طلعت الشمس تغوَّروا في المياه، وإذا غربت خرجوا {خُبْرًا}؛ أي: علمًا