{زُبَرَ الْحَدِيدِ}؛ أي: قطع الحديد، جمع زبرة كغرفة وغرف {بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} بفتحتين وضمتين أيضًا، وضم الأول وسكون الثاني، وقد قرىء بالثلاث جميعًا، مثنى صدف بفتحتين، وصدف بضمتين، وصدف بضم الأول وفتح الثاني، وبالعكس منقطع الجبل، أو ناصيته، وقد سميا بذلك لأنهما يتقابلان وفي زاده وسميت كل ناحية من الجبلين صدفاً لكونه مصادفاً، ومقابلاً للآخر من قولك صادفت الرجل؛ أي: لقيته اهـ.
{قِطْرًا}؛ أي: نحاسًا مذابًا، فالقطر بكسر فسكون النحاس المذاب على الحديد المحمى، وقيل: رصاصًا مذابًا {أَنْ يَظْهَرُوهُ}؛ أي: أن يعلوه ويرقوا فوقه لارتفاعه وملاسته {رَحْمَةٌ}؛ أي: أثر رحمة {دَكَّاءَ}؛ أي: مثل دكاء وهي الناقة التي لا سنام لها، والمراد بها: الأرض المستوية {حَقًّا} ثابتًا واقعًا لا محالة {يَمُوجُ}؛ أي: يضطرب اضطراب البحر {الصُّورِ} قرن ينفخ فيه والبوق.
فائدة في مبحث اسْطاع: قالوا: الأصل في اسطاع واستطاع أن التاء حذفت تخفيفًا، وفتحت همزة الوصل وقطعت، وهو قول الفراء، وفي استطاع لغات: اسطاع يستطيع، بفتح الهمزة في الماضي وضم حرف المضارعة، فهو أطاع يطيع، وأصله يطوع بقلب الفتحة من الواو إلى الطاء في أطوع، إعلالاً له حملاً على الماضي، فصار أطاع، ثم دخلت السين كالعوض من عين الفعل، هذا مذهب سيبويه، واللغة الثانية استطاع يستطيع بكسر الهمزة في الماضي ووصلها، وفتح حرف المضارعة، وهو استفعل نحو استقام واستعان.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع.
فمنها: تكرار {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥)}.
ومنها: الطباق بين {مَغرِبَ} و {مَطْلِعَ}.
ومنها: جناس الاشتقاق بين {مَغْرِبَ} و {تَغْرُبُ} و {مَطْلِعَ} و {تَطْلُعُ}.