والثاني: أن في إقسام الله تعالى باسمه مضافًا إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - رفعًا منه لقدره، وتنويهًا بشأنه، كما رفع من شأن السماء والأرض في قوله:{فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ}.
ومنها: الافتنان في قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)} والافتنان أن يَفْتنَّ المتكلم، فيأتي في كلامه بفنَّين: إما متضادين أو مختلفين أو متفقين، والآية التي نحن بصددها جمعت بين المتضادين، جمعت بين الوعد والوعيد، وبين التبشير والتحذير، وما يلزم من هذين الفنين من المدح للمختصين بالبشارة، والذم لأهل النذارة.
ومنها: الالتفات في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ففيه التفات من الغيبة في قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ}{ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ} و {أَيُّهُمْ أَشَدُّ} {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (٧٠)} إلى الخطاب في قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} كان مقتضى السياق {وإن منهم إلا واردها} كما قرأ به عكرمة، وجماعة، لكن الأكثرون على أن المخاطب العالم كلهم كما في "الخازن".
ومنها: ذكر العام وإرادة الخاص في قوله: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ} المراد به الكافر، لأنه هو المنكر للبعث.
ومنها: الطباق بين {مِتُّ} و {حَيًّا}.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي في قوله: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ}.