بقتل النفس؛ لأنَّ من أراق دم غيره، فكأنَّما أراق دم نفسه، فهو من باب المجاز لأدنى ملابسة، كما مرّ آنفًا.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي في قوله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ}.
ومنها: بيان جزائهم بطريق القصر في قوله: {إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}؛ لقطع أطماعهم الفارغة من ثمرات إيمانهم بِبَعْضِ الكتاب، وإظهار أنّه لا أثر له أصلًا مع الكفر ببعض.
ومنها: التنكير في قوله: {إِلَّا خِزْيٌ}؛ لإفادة التهويل والتفخيم.
ومنها: الاستعارة المكنية التبعية في قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} حيث استعار الشراء للاستبدال تقدّم نظيرها.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ} فإنّه أطلق الملزوم الذي هو الإيمان، وأراد لازمه الشرعي وهو فعل الواجبات، وترك المنهيات، وقد فعلوا بعض الواجبات، وهو الفداء، ولم يتركوا المحرم، وهو القتال والإخراج.
ومنها: تقديم المفعول على عامله في قوله: {فريقا كذّبتم} وقوله: {وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}؛ للاهتمام به، وتشويق السامع إلى ما يلقى إليه؛ وللفاصلة.
ومنها: التعبير بالمضارع في قوله: {فريقا تقتلون} ولم يقل قتلتم، كما قال {كذبتم}؛ لأنّ الفعل المضارع كما هو المألوف في أساليب البلاغة، يستعمل في الأفعال الماضية التي بلغت من الفظاعة مبلغًا عظيمًا، فكأنّه أحضر صورة قتل الأنبياء أمام السَّامع، وجعله ينظر إليها بعينه، فيكون إنكاره لها أبلغ، واستفظاعه لها أعظم، ويسمَّى هذا عند البلغاء: حكايته الحال الماضية، وصورتها: أن يُقدَّر، ويفرض الواقع في الماضي واقعًا وقت التكلُّم، ويخبرَ عنه بالمضارع الدال على الحال اهـ. من "الفتوحات".
ومنها: إضافة الموصوف إلى الصفة في قوله: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} أي: