بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} ينادي على أنه من المبني للفاعل، ولا يضر ذلك في الاشتراك إذ الأنبياء أصل في الذي أوحي إليهم من الأوامر.
{وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} القاعدة في مصدر الفعل، الرباعي على وزن أفعل، أن يأتي على إفعال، إن كان صحيح العين، نحو أكرم إكرامًا، وأوجد إيجادًا، فإن اعتلت عينه، نحو أقام وأعان وأبان، جاء مصدره على إفالة كإقامة وإعانة وإبانة، حذف عين المصدر، وعوّض منها تاء التأنيث، والأصل: إقوام وأءعوان وإبيان، فنقلت حركة الواو والياء، وهي الفتحة إلى الحرف الساكن قبلهما، ثم حذفتا، فرارًا من اجتماع الساكنين، وعوض منهما التاء، وقد تحذف هذه التاء من المصدر إذا أضيف، كقوله تعالى:{وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ}، وما كان منه معتلّ اللام، مثل: أعطى وأهدى وأولى، قلبت لامه في المصدر همزة، مثل: إعطاء وإهداء وإيلاء، والأصل إعطاو وإهداي وإيلاي. قال في "شرح القاموس": العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد ألف؛ لأن الهمزة أحمد للحركة منهما؛ ولأنهم يستثقلون الوقف على الواو، وكذلك الياء مثل الرداء أصله رداي، هذا ويرجع في هذا إلى بحث الإبدال، في كتب الصرف المطولة.
{الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} والخبائث جمع خبيثة، والخبيثة: ما يكره رداءةً وخساسةً، يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال {قَوْمَ سَوْءٍ} قال الراغب: السوء: كل ما يغمّ الإنسان، من الأمور الدنيوية والأخروية، ويعبر به عن كل ما يقبح، وهو مقابل الحسن.
{فَاسْتَجَبْنَا} قال في "بحر العلوم": الاستجابة الإجابة، لكن الاستجابة تتعدى إلى الدعاء بنفسها، وإلى الداعي باللام، ويحذف الدعاء إذا عدّي إلى الداعي في الغالب، فيقال: استجاب الله دعاءه، أو استجاب له، ولا يكاد يقال: استجاب دعاءه، وهو الدليل على أن النداء المذكور بمعنى الدعاء؛ لأن الاستجابة تقتضي دعاءه.
{مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} قال الراغب: الكرب: الغم الشديد، من كرب