للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اهـ. "بيضاوي". {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} وأصل السعي: الإسراع في المشي، ثم استعمل في الإصلاح والإفساد. يقال سعى في أمر فلان، إذا أصلحه أو أفسده بسعيه فيه؛ أي: سعوا واجتهدوا في إبطال آياتنا حيث قالوا: القرآن شعر، أو سحر، أو أساطير الأولين. {مُعَاجِزِينَ}؛ أي: مسابقين المؤمنين ومعارضين لهم، فكلما طلبوا إظهار الحق، طلب هؤلاء إبطاله. وأصله من قولهم عاجزه فأعجزه إذا سابقه فسبقه.

و {أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} الجحيم: النار الموقدة، وقيل: اسم دركة من دركاتها {إِلَّا إِذَا تَمَنَّى}؛ أي: قرأ، قال في "القاموس": تمنَّى الكتاب، قرأه، والحديث اخترعه وافتعله. اهـ.

وقال الراغب: التمني تقدير شيء في النفس وتصويره فيها، والأمنية الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشيء. وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ}.

معناه إلا تلاوةً مجردة عن المعرفة، من حيث إن التلاوة بلا معرفة المعنى: تجري عند صاحبها مجرى أمنية تمناها على التخمين، اهـ. "روح البيان".

وإنما سميت القراءة أُمنيةً؛ لأن القارىء إذا انتهى إلى آية رحمة، تمنى حصولها، وإذا انتهى إلى آية عذاب، تمنى أن لا يبتلى به، اهـ من الرازي. وفي "المختار" والأمنية، واحد الأماني، تقول منه تمنى الكتاب إذا قرأه، اهـ.

{فَيَنْسَخُ اللَّهُ}؛ أي: يزيل ويبطل، فالمراد بالنسخ هو النسخ اللغوي، لا النسخ الشرعي المستعمل في الأحكام. {وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} من القسوة وهو غلظ القلب، وأصله من حجر قاس، والمقاساة معالجة ذلك. وأل في القاسية موصولة، والصفة صلتها، وقلوبهم فاعل بها، والضمير المضاف إليه هو عائد الموصول. وأنث الصلة لأن مرفوعها مؤنث مجازي، ولو وضع فعل موضعها لجاز تأنيثه. والقاسية عطف على الذين، كما سبق في مبحث الإعراب؛ أي: فتنة للذين في قلوبهم مرض، وفتنة للقاسية قلوبهم، اهـ. "سمين" - والمراد بهم الكفار المجاهرون بالكفر.