{شِقَاقٍ بَعِيدٍ}؛ أي: عداوة شديدة. {فَتُخْبِتَ}؛ أي: تذل وتخضع. {فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ}؛ أي: شكٍ وريبٍ وجدال من القرآن. والمرية بالكسر والضم لغتان مشهورتان، وظاهر كلام أبي البقاء أنهما قراءتان ولا أحفظ الضم هنا، اهـ. "سمين". قال الراغب: المرية التردد في الأمر، هي أخص من الشك.
{بَغْتَةً} فجأة. {السَّاعَةُ}؛ أي: القيامة أو الموت. {يَوْمٍ عَقِيمٍ}؛ أي: منفرد عن سائر الأيام، لا مثيل له في شدته. والمراد الحرب الضروس. وأصل العقم اليبس المانع من قبول الأثر والعقيم من النساء التي لا تقبل ماء الفحل.
{فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} قال الراغب: النعيم، النعمة الكثيرة، اهـ. {خَيْرُ الرَّازِقِينَ}؛ أي: أفضل المعطين، فأفعل التفضيل على بابه، ومعلوم أن كل الرزق من عنده تعالى، فالتفاوت إنما كان بسبب أنه تعالى مختص، بأن يرزق لما لا يقدر عليه غيره. وقيل: إن غيره إذا رزق فإنما يرزق لانتفاعه، إما لأجل خروجه عن الواجب، أو لأجل أن يستحق به حمداً أو ثناء، أو لأجل الرقة الجنسية، وأما الحق سبحانه وتعالى، فإن كماله صفة ذاتية له، فلا يستفيد من شيء كمالًا زائدًا، فالرزق الصادر منه لمحض "الإحسان" اهـ. كرخي.
{ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} والقتل: إزاة الروح عن الجسد، لكن إذا اعتبر بفعل المتولي لذلك يقال له قتل، وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال له موتٌ.
{مُدْخَلًا} بضم الميم من أدخل يدخل مدخلًا؛ أي: إدخالًا فيكون مدخلًا اسمًا لمصدر الفعل الذي قبله، فيكون المفعول به محذوفًا؛ أي: ليدخلنهم الجنة إدخالًا يرضونه، وقراءة نافع بفتحها موضع الدخول، فيكون المدخل مصدر، دخل يدخل دخولًا ومدخلًا فيكون مفعولًا للفعل قبله، ليدخلنهم مكانًا يرضونه، اهـ. كرخي.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة، وضروبًا من الفصاحة والبيان والبديع: