يصل أحدهما إلى الآخر، وهو بمعنى الأول، وقال الراغب: أصله برزه بالهاء، فعرب، وهو فى القيامة الحائل بين الإنسان وبين المنازل الرفيعة، والبرزخ قيل: هو الحائل بين الإنسان وبين الرجعة التي يتمناها اهـ.
{فِي الصُّور}: الصور واحدها صورة، نحو بسر وبسرة؛ أي: نفخت فى الأجساد أرواحها. {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} جمع نسب، والنسب: القرابة بين اثنين فصاعدًا؛ أي: اشتراك من جهة أحد الأبوين، وذلك ضربان: نسب بالطول، كالاشتراك بين الآباء والأبناء، ونسب بالعرض، كالنسب بين الأخوة وبني الأعمام، كما مر فى مبحث التفسير.
{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}؛ أي: موزونات أعماله، فالموازين جمع موزون، ويجوز كونه جمع ميزان. وجمعه حينئذٍ مع وحدته لتعدد الموزون اهـ "شهاب"؛ أي: ثقلت موازينه بالحسنات، بثقلها على السيئات، بأن تجسم وتصور بصور حسان، وتوضع فى كفة الميزان اليمنى، التي على يمين العرش، أو خفت موازينه بالحسنات، بثقل السيئات عليها بسبب زيادتها على الحسنات، بأن تجسم السيئات وتصور بصور ظلمانية، وتوضع فى كفة الميزان اليسرى، التي فى على يسار العرش اهـ. "شيخنا".
{تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ}؛ أي: تحرقها، واللفح: أشد النفخ؛ لأنه الإصابة بشدة، والنفح الإصابة مطلقًا، كما فى قوله تعالى:{وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ} وفي "القاموس" لفح يلفح من باب فتح فلانًا بالسيف ضربه به، ولفحت النار لفحًا ولفحانًا، أو السموم بحرها فلانًا، أصابت وجهه، وأحرقته {كَالِحُونَ}؛ أي: عابسون، الكلوح أن تتقلص الشفتان، وتتشمرا عن الأسنان، كما ترى الرؤس المشوية.
وفي "المختار" الكلوح تكشر فى عبوس، وبابه خضع. قلت: ومنه كلوح الأسد؛ أي: تكشيره عن أنيابه، ودهر كالح وبرد كالح؛ أي: شديد.
{غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} أحد مصادر شقي. وفي "المختار" الشقاء والشقاوة بالفتح: ضد السعادة. وقرأ قتادة شقاوتنا بالكسر، وهي لغة، وقد شقى بالكسر