وتارة في المنزلة إذا شرفتها، كقوله تعالى:{وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}.
{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا} والتسبيح تنزيه الله تعالى، وأصله المرُّ السريع في عبادة الله، فإن السبح المر السريع في الماء، أو في الهواء، ويستعمل باللام وبدونها أيضًا. وجعل عامًا في العبادات قولًا كان أو فعلًا أو نية، أريد به هاهنا الصلوات المفروضة، كما ينبىء عنه تعين الأوقات، بقوله تعالى:{بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} و (الغدو) في الأصل مصدر، يقال غدا يغدو غدوًا من باب سما، أي دخل في وقت الغدوة، وهي ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. والمصدر لا يقع فيه الفعل فأطلق على الوقت حسبما يشعر اقترانه بالآصال وهو جمع أصيل، وهو العشي؛ أي: من زوال الشمس إلى طلوع الفجر. وقيل: الآصال جمع أصيل، وهو الوقت بين العصر والمغرب، ويجمع أيضًا على أصائل وأصل وأصلان.
{لَا تُلْهِيهِمْ} يقال: ألهاه عن كذا، إذا شغله عما هو أهم. {تِجَارَةٌ} قال في "المفردات": التجارة: التصرف في رأس المال طالبًا للربح، وليس في كلامهم تاء بعدها جيم، غير هذه اللفظة. {بَيْعٌ} والبيع إعطاء المثمن وأخذ الثمن، والشراء إعطاء الثمن وأخذ المثمن. كما مرّ.
{وَإِقَامِ الصَّلَاةِ} قال الزجاج: إنما حذفت الهاء؛ لأنه يقال: أقمت الصلاة إقامة، وكان الأصل إقوامًا، ولكن قلبت الواو ألفًا فاجتمعت ألفان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين، فبقي أقمت الصلاة إقامًا، فأدخلت الهاء عوضًا من المحذوف، وقامت الإضافة هنا في التعويض، مقام الهاء المحذوفة. وهذا إجماع من النحويين. انتهى.
{يَخَافُونَ} والخوف: توقع مكروه عن إمارة مظنونة أو معلومة. كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن إمارة مظنونة أو معلومة، ويضاد الخوف والأمن. اهـ. من "الروح". {تَتَقَلَّبُ} والتقلب: التصرف والتغير من حال إلى حال، وقلب الإنسان سمي به لكثرة تقلبه من وجه إلى وجه، والبصر يقال: للجارحة الناظرة، وللقوة التي فيها.
{كَسَرَابٍ} السراب: ما يشاهد نصف النهار من اشتداد الحو، كأنه ماء