والبطش بهم متى أردنا. وبعدئذٍ بين مآلهم في الآخرة، فقال:{وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}؛ أي: كما أنا سنضيف عليهم في الدنيا، وننكل بهم، ولا يفلتون من عذابنا سنجعل عاقبة أمرهم نارًا تلظّى، لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى.
والخلاصة: أنه سيلحقهم سخطنا في الدنيا، وسينالهم الذل والصغار، وسيكون مصيرهم في الآخرة سعيرًا وحميمًا وغساقًا، جزاءً وفاقًا، إنهم كذبوا بآياتنا كذابًا.
{أَلَمْ}(الهمزة): للاستفهام التقريري. {لَمْ تَرَ}: جازم ومجزوم وفاعل مستتر يعود على محمد، والجملة مستأنفة مسوقة لتقرير هذه الحقيقة. {أَنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه. {يُسَبِّحُ}: فعل مضارع {لَهُ} متعلق به. {مَنْ}: اسم موصول في محل الرفع فاعل {فِي السَّمَاوَاتِ}: جار ومجرور صلة الموصول. {وَالْأَرْضِ} معطوف على {السَّمَاوَاتِ}. وجملة {يُسَبِّحُ} في محل الرفع خبر {أَنَّ}. وجملة {أَنَّ} في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي رأى؛ لأن الرؤية هنا قلبية تتعدى إلى مفعولين؛ لأن تسبيع المسبحين لا تتعلق به رؤية البصر. {وَالطَّيْرُ}: معطوف على {مَنْ}. {صَافَّاتٍ} حال من الطير ومفعول صافات محذوف؛ أي: باسطات أجنحتها. {كُلٌّ}: مبتدأ، وسوغ الابتداء به لما فيه من معنى العموم. {قَدْ}: حرف تحقيق. {عَلِمَ}: فعل ماض وفاعله ضمير يعود على كل، أو على الله. وقال أبو البقاء: إن عودته على كل أرجح؛ لأن القراءة برفع كل على الابتداء، فيرجع ضمير الفاعل إليه. ولو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل، لأن الفعل الذي بعدها قد نصب ما هو من سبببها، فيصير كقولك: زيدًا ضرب عمرو غلامه. {صَلَاتَهُ}: مفعول به. {وَتَسْبِيحَهُ}: معطوف عليه. وجملة {عَلِمَ} في محل الرفع خبر المبتدأ. والجملة الاسمية مستأنفة. {وَاللَّهُ}: مبتدأ.