للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حين العرض والحساب، فيخبرهم بما فعلوا في الدنيا، من جليل وحقير وكبير وصغير، كما قال: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣)} وقال: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.

ثم ذكر ما هو، كالدليل على ما سلف بقوله: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}؛ أي: إنه سينبئهم بما عملوا في حياتهم الأولى؛ لأنه ذو علم بكل شيء، وإحاطة به، وهو موف كل عامل أمر عمله، يوم يرجعون إلى حكمه، إذ لا حَكَم يومئذٍ إلا هو.

قال بعضهم: كل ما ألهاك عن مولاك فهو دنياك، فعلى العاقل أن يقطع حبل العلاقات ويتصل بخالق البريات، ويتفكر في أمره، ويحاسب نفسه، قبل أن يجيء يوم الجزاء والمكافآت، فإن عقب هذه الحياة ممات، وهذا البقاء ليس على الدوام والثبات، وفي الأثر: ما قال الناس: "لقوم طوبى لكم إلا وقد خبأ لهم الدهر يوم سوء" قال الشاعر:

إِنَّ اللَّيَالِيَ لَمْ تُحْسِنْ إلَى أَحَدٍ ... إِلَّا أَسَاءَتْ إِلَيْهِ بَعْدَ إِحْسَانِ

وقال الآخر:

أحْسَنتَ ظَنَكَ بِالأيَّامِ إذْ حَسُنَتْ ... وَلَمْ تَخفْ شَرَّ مَا يَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ

وقال آخر:

لَا صِحَّةُ الْمَرْءِ فِيْ الدُّنْيَا تُؤَخِّرُهُ ... وَلاَ يُقَدِّمُ يَوْمَا مَوْتَهُ الْوَجَعُ

الإعراب

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ}.

{يا}: حرف نداء. {أي}: منادى نكرة مقصودة في محل النصب، مبني على الضم. {ها}: حرف تنبيه. {الَّذِين}: صفة لأي. {آمَنُوا} صلة الموصول وجملة النداء مستأنفة، مسوقة لبيان حكم الاستئذان. {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ}: اللام: لام