للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧)} والإرسال هاهنا: التخلية والإطلاق، كما تقول: أرسلت الكلب إلى الصيد؛ أي: خلّهم وشأنهم ليذهبوا إلى أرض الشام مسكن آبائهم.

{مِنْ عُمُرِكَ} والعمر - بضمتين - مصدر عمر؛ أي: عاش وحيي، قال الراغب: العمر: اسم لمدة عمارة البدن بالحياة، قليلة كانت أو كثيرة.

{فَعْلَتَكَ} الفعلة - بالفتح -: المرّة الواحدة، والفِعلة - بالكسر - الهيئة، كما قال ابن مالك:

لِمَرَّةٍ فَعْلَةٌ، وَفِعْلَةٌ وَضَعُوْا ... لِهَيْئَةٍ غَالِبًا، كَمِشْيَةِ الْخُيَلاَ

{وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} يقال: ضل فلان الطريق أخطأه؛ أي: ضللت طريق الصواب وأخطأته من غير تعمّد، كمن رمى سهمًا إلى طائر وأصاب آدميًا، وذلك لأن مراد موسى كان تأديبه، لا قتله.

{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ}؛ أي: ذهبت من بينكم إلى مدين، وهو من المضاعف اللازم، يجب كسر عين مضارعة، كما قال ابن مالك:

ذَا الْوَاوَ فَاءً أَوِ الْيَا عَيْنًا أَوْ كَأتَى ... كَذَا الْمُضَاعَفُ لاَزِمًا كَحَنَّ طَلاَ

تقول: فرّ يفرّ فرارًا، ودبّ يدبّ دبيبًا، وحنّ يحنّ حنينًا.

{أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} يقال: عبّدته إذا أخذته عبدًا وقهرته وذللته.

{وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} والرب: المربي والمتكفل لمصلحة الموجودات، والعالم اسم لما سوى الله تعالى من الجواهر والأعراض، سمّي عالمًا؛ لأنه علامة على وجود صانعه وخالقه.

{إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} والجنون: مرض حائل بين النفس والعقل، كما في "المفردات".

{مِنَ الْمَسْجُونِينَ}؛ أي: من المحبوسين عندي، وفي "المصباح": سجنته