لفرحك، ويحزن لحزنك، والعداوة على الضد من ذلك. والحميم: هو الذي يهمّه ما أهمّك؛ من الاحتمام؛ وهو الاهتمام، أو من الحامة؛ وهي الخاصة؛ وهو الصديق المشفق. والنفي هنا يحتمل نفي الصديق من أصله، أو نفي صفته فقط، والصديق يحتمل أن يكون مفردًا، وأن يكون مستعملًا في الجمع، كما يستعمل العدو فيه، كما يقال: هم صديق، وهم عدو، اهـ "كشاف". وفي "البيضاوي": جمع الشافع، ووحد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة، وقلة الصديق، ولأن الصديق الواحد يسعى أكثر مما يسعى الشفعاء، أو لإطلاق الصديق على الجمع كالعدو؛ لأنه في الأصل مصدر كالحنين والصهيل، اهـ.
{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ}: تأنيث الفعل المسند إلى القوم باعتبار معناه، وهو الأمة والجماعة، وتذكير الضمير العائد إليه في قوله:{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ} باعتبار لفظه. وفي "البيضاوي": القوم مؤنث، ولذلك يصغر على قويمة". وفي "المصباح": "القوم يذكر ويؤنث، فيقال: قام القوم، وقامت القوم، وكذلك كل اسم جمع لا واحد له من لفظه، نحو رهط ونفر"، اهـ. فقوله: مؤنث؛ أي: على الأغلب، لا أنه ذهب إلى أنه جمع قائم، والأصل تأنيثه، اهـ "شهاب".
{أَخُوهُمْ}؛ أي: أخوة نسب، كما يقال: يا أخا العرب، ويا أخا تميم، يريدون: يا من هو واحد منهم، قال الحماسي:
{الْأَرْذَلُونَ}: جمع الأرذل، والرذالة الخسة والدناءة، والرذال: المرغوب عنه لرداءته، يعنون أن لا عبرة لاتباعهم لك؛ إذ ليس لهم رزانة عقل وإصابة رأي، قد كان ذلك منهم في بادىء الرأي، وقد استرذلوهم لاتضاع نسبهم، وقلة حظوظهم من الدنيا.
{لَوْ تَشْعُرُونَ}: وهو من الباب الأول، وأما الشعر بمعنى النظم فهو من الباب الخامس.
{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤)}: من الطرد، وهو الإزعاج والإبعاد على سبيل