وَبُشْرَى}؛ أي: هاديًا ومبشرًا، كأنها نفس الهدى والبشارة.
ومنها: تكرير الضمير في قوله: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} لإفادة الحصر والاختصاص، وأما وجه تكراره هنا فهو أنه كان أصل الكلام هم يوقنون بالآخرة، ثم قدم المجرور على عامله عناية به، فوقع فاصلًا بين المبتدأ والخبر، فأريد أن يلي المبتدأ خبره. وقد حال المجرور بينهما، فطرّي ذكره ليليه الخبر، ولم يفت مقصود العناية بالجار والمجرور حيث بقي على حاله مقدمًا، ولا يستنكر أن تعاد الكلمة مفصولة له وحدها بعدما يوجب التطرية. ومثله {وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} وفيه المقابلة اللطيفة بين الجملتين.
ومنها: العدول في الصلة عن الجملة الفعلية إلى الجملة الاسمية؛ لإفادة التأكيد والمبالغة والدوام، فإن الإيمان والإيقان بالآخرة أمر ثابت مطلوب دوامه، ولذلك أتي به جملة اسمية، وجعل خبرها فعلًا مضارعًا، فقال:{وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}؛ للدلالة على أن إيقانهم يستمر على سبيل التجدد، أما إقامة الصلاة ايتاء الزكاة مما يتكرر ويتجدد في أوقاتهما المعينة، ولذلك أتى بهما فعلين، فقال:{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}.
ومنها: التأكيد بـ {إن} واللام في قوله: {إِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ}؛ أي: لوجود المتشككين في القرآن.
ومنها: تنوين الاسمين للتعظيم في قوله: {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ}.
ومنها: الجمع بين الحكيم والعليم إشعارًا بأن علوم القرآن منها ما هو حكمة كالعقائد والشرائع، ومنها ما ليس كذلك كالقصص والأخبار الغيبية.
ومنها: استعمال أو بدل {الواو} في قوله: {أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ} آثر {أو} على {الواو}؛ نكتة بلاغية رائعة، فإن {أَوْ} تفيد التخيير، وقد بني رجاءهُ على أنه إن لم يظفر بحاجتيه جميعًا فلن يعدم بواحدة منهما، وهما: إما هداية الطريق، وإما اقتباس النار هضمًا لنفسه، واعترافًا بقصوره نحو ربه.