نائب فاعل محكي لـ {قيل} والجملة معطوفة على جملة {قضي} وإن شئت {الْحَمْدُ لِلَّهِ} مبتدأ أو خبر {رَبِّ الْعَالَمِينَ} صفة للجلالة، والجملة الاسمية في محل الرفع نائب فاعل لـ {قِيلَ}.
التصريف ومفردات اللغة
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} الإسراف: تجاوز الحد في كل ما يفعله المرء، وكثر استعماله في إنفاق المال وتبذيره، والمراد هنا: الإفراط في المعاصي. قال الراغب: السرف: تجاوز الحد في كل ما يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر، وقوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}: يتناول الإسراف في الأموال وفي غيرها. انتهى.
{لَا تَقْنَطُوا}؛ أي: لا تيأسوا، من قنط يقنط بكسر النون، من باب جلس، وبفتحها من باب طرب وسلم، وقرىء: بضمها شاذًا من باب دخل، وفي "المختار": القنوط: اليأس، وبابه: جلس ودخل وطرب وسَلم، فهو قنوط وقنط وقانط. اهـ. وفي "المفردات": القنوط: اليأس من الخير. {مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} والرحمة من الله: الإنعام والإعطاء والتفضل.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} من الإنابة، وهو: الرجوع إلى الله بالطاعة، فيه إعلال بالنقل والتسكين والقلب، أصله: أنوبوا، نقلت حركة الواو إلى النون فسكنت الواو إثر كسرة، فقلبت ياءً حرف مد فصار {أنيبوا}. {وَأَسْلِمُوا لَهُ} من الإِسلام وهو: الانقياد والإخلاص له.
{إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صيغة المبالغة فيهما راجعة إلى كثرة الذنوب، وكثرة المغفور والمرحوم. اهـ من "الروح". {أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} وهو القرآن، فإن ما أنزل إلينا من ربنا كتب كثيرة، أحسنها القرآن. اهـ. شيخنا.
{يَا حَسْرَتَا} بالألف بدلًا عن ياء المتكلم، إذ أصله: يا حسرتي، تقول العرب: يا حسرتي يا لهفي، ويا حسرتا ويا لهفا، ويا حسرتاي ويا لهفاي، بالجمع بين العوض والمعوّض، تقول هذه الكلمة في نداء الاستغاثة، كما في "كشف الأسرار". وقد أوضحنا إعراب هذه الكلمة أي إيضاح في رسالتنا "هدية أولي العلم