{مَقَامِي} والمقام: موقف الحساب. وفي "السمين": وفي {مَقَامِي} ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه مقحم، وهو بعيد، إذ الأسماء لا تقحم.
الثاني: أنه مصدر مضاف للفاعل، قال الفراء: مقامي مصدر مضاف لفاعله؛ أي: قيامي عليه بالحفظ.
الثالث: أنه اسم مكان، قال الزجاج: مكان وقوفه بين يدي للحساب، كقوله:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}، والمقام - بفتح الميم -: مكان الإقامة، وبالضم فعل الإقامة.
{وَخَافَ وَعِيدِ}؛ أي: وعيدي بالعذاب، أو عذابي الموعود للكفار على أن يكون الوعيد بمعنى الموعود. والخوف: غم يلحق لتوقع المكروه، والوعيد: الاسم من الوعد.
{وَاسْتَفْتَحُوا}؛ أي: استنصروا الله تعالى ودعوا عليهم بالعذاب، من الاستفتاح استفعال من الفتح. وفي "القاموس": والفتح كالفِتاحة - بضم الفاء وكسرها -: الحكم بين الخصمين. اهـ. أي: طلبوا الفتح بالنصرة على الأعداء.
{وَخَابَ}؛ أي: هلك، وقيل: خسر. {كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}، والجبار: العاتي المتكبر عن طاعة الله، والعنيد: المعاند للحق المخالف له، وقيل: الجبار في صفة الإنسان، يقال لمن تجبر بنفسه بادعاء منزلة عالية لا يستحقها، وهو صفة ذم في حق الإنسان. وقيل: الجبار الذي لا يرى فوقه أحدًا. وقيل: الجبار المتعظم في نفسه المتكبر على أقرانه. وقيل: العنيد هو المعوض عن الحق. وقيل: هو المعجب بما عنده، وهو فعيل بمعنى مفاعل؛ أي: بمعنى معاند، كالخليط بمعنى المخالط. اهـ. "كرخي". وقال الزجاج: العنيد الذي يعدل عن القصد، وبمثله قال الهروي، وقال أبو عبيد: هو الذي عند وبغى.
{مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ}؛ أي (١): من بعده جهنم، والمراد بعد هلاكه، على أن