للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واختار الشهاب في "حاشيته على البيضاوي" أن يكون كناية تلويحية، قال: الشد التقوية، فهو إما كناية تلويحية عن تقويته, لأن اليد تشد بشد العضد، والجملة تشد بشد اليد، أو استعارة تمثيلية شبه حال موسى في تقويته بأخيه بحال اليد في تقويتها بالعضد.

ومنها: الإطناب البديع في قوله: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} ولم يقل اطبخ لي الآجر, لأنه تركيبه مع سهولة لفظه ليس بفصيح، وذلك أمر يقرره الذوق وحده، فعبر عن الآجر بالوقود على الطين، فإن هذه العبارة أحسن مطابقة لفصاحة القرآن وعلو طبقته.

ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {بَصَائِرَ لِلنَّاسِ}؛ أي: أعطيناه التوراة كأنها أنوار لقلوب الناس، حُذف أداة الشبه ووجه الشبه، فأصبح بليغًا. قال في "حاشية البيضاوي": أي: مشبهًا بأنوار القلوب، من حيث إن القلوب لو كانت خالية عن أنوار التوراة وعلومها لكانت عمياء، لا تستبصر، ولا تعرف حقًا من باطل.

ومنها: المجاز العقلي في قوله: {أَنْشَأْنَا قُرُونًا}؛ أي: أهل قرون, لأن المراد به الأمم, لأنهم يُخلقون في تلك الأزمنة، فنُسبوا إلى القرون بطريق المجاز العقلي.

ومنها: جناس التحريف في قوله: {وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} وهو ما يفوق فيه بين الكلمتين، أو بعضهما بضبط الشكل، مثاله في الشعر قول أبي العلاء المعري:

وَالْحُسْنُ يَظْهَرُ فِيْ شَيْئَيْنِ رَوْنَقُهُ ... بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ أوْ بَيْتِ مِنَ الشَّعْرِ

ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ}.

ومنها: المجاز المرسل في قوله: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} فإن المراد بما كسبوا، وهو من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، قال الزمخشري: ولما كانت أكثر الأعمال تزاول بالأيدي جُعل كل عمل معبرًا عنه باجتراح الأيدي.