للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جار ومجرور متعلق بيفتيكم على إعمال الثاني، وهو اختيار البصريين، ولو أعمل الأول لأضمر في الثاني، فقال: يفتيكم فيها في الكلالة، وله نظائر في القرآن {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}، {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}.

{إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}.

{إِنِ}: حرف شرط. {امْرُؤٌ}: فاعل بفعل محذوف وجوبًا يفسره المذكور بعده، تقديره: إن هلك امرؤ هلك. {هَلَكَ}: فعل ماض في محل الجزم بإن على كونه فعل شرط لها. {امْرُؤٌ}: فاعل. {هَلَكَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على امرؤ، والجملة الفعلية مفسرة لذلك المحذوف لا محل لها من الإعراب. {لَيْسَ}: فعل ماض ناقص. {لَهُ}: جار ومجرور خبر مقدم لـ {لَيْسَ}. {وَلَدٌ}: اسمها مؤخر. وجملة (١) {لَيْسَ} في محل الرفع صفة لـ {امْرُؤٌ}، تقديره: إن هلك امرؤ غيرُ ذي ولد، وليست الجملة في محل النصب على الحال كما قاله صاحب "الكشاف" وأبو البقاء؛ لأن ذا الحال نكرة غير موصوفة، فإنَّ {هَلَكَ} مفسِّرٌ للفعل المحذوف لا صفة، قاله الطيبي، وهو ظاهر؛ لأن أصل صاحب الحال التعريف؛ لأنه محكوم عليه بالحال، وحق المحكوم عليه أن يكون معرفة؛ لأن الحكم على المجهول لا يفيد غالبًا.

{وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ}.

{وَلَهُ أُخْتٌ} مبتدأ وخبر، والجملة في محل الرفع معطوفة على جملة ليس {فَلَهَا} (الفاء): رابطة لجواب إن الشرطية وجوبًا. {لَهَا}: جار ومجرور خبر مقدم. {نِصْفُ}: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف. {مَا}: إما موصولة، أو موصوفة في محل الجر مضاف إليه. {تَرَكَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على امرئ، وجملة ترك صلة لما، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: نصف ما تركه، والجملة من المبتدأ والخبر في محل الجزم بـ {إِنْ}، على كونها جوابًا لها، وجملة إنْ الشرطية مستأنفة استئنافًا بيانيًّا؛ لأنها واقعة في جواب


(١) الفتوحات.