للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفاعل، والجملة من الفعل والفاعل مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر كأنه قيل: كيف فعلوا برسلهم؟ فأجاب بقوله: فريقًا كذبوا. {وَفَرِيقًا}: مفعول مقدم ليقتلون. {يَقْتُلُونَ}: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة {فَرِيقًا كَذَّبُوا}. ونص عبارة أبي السعود هنا (١): {كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ}: جملة شرطية مستأنفة، وقعت جوابًا عن سؤال نشأ من الإخبار بأخذ الميثاق، وإرسال الرسل، وجواب الشرط محذوف كأنَّه قيل: فماذا فعلوا بالرسل؟. فقيل: كلما جاءهم رسول من أولئك الرسل بما لا تحبه أنفسهم المنهمكة في الغي والفساد - من الأحكام الحقة والشرائع .. عصوه وعادوه. وقوله: {فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}: جواب مستأنف عن استفسار كيفية ما أظهروه من آثار المخالفة المفهومة من الشرطية على طريقة الإجمال، كأنَّه قيل: كيف فعلوا بهم؟ فقيل: فريقًا منهم كذبوا من غير أن يتعرضوا لهم بشيء آخر من المضار، وفريقًا آخر منهم لم يكتفوا بتكذيبهم، بل قتلوهم أيضًا. اهـ.

{وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (٧١)}.

{وَحَسِبُوا} (الواو): استئنافية، (حسبوا): فعل وفاعل. {أَلَّا} (أن): مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن تقديره: وحسبوا أنَّه لا تكون فتنة، إنْ كان حسب بمعنى علم، أو مصدرية ناصبة للمضارع، إنْ كان حسب بمعنى ظن، (لا): نافية. {تَكُونَ}: فعل مضارع تام بمعنى تقع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم على التقدير الأول، ومنصوب بأن المصدرية على التقدير الثاني. {فِتْنَةٌ}: فاعل، وجملة (لا تكون) من الفعل والفاعل في محل الرفع خبر (إن) المخففة، وجملة (إنْ) المخففة في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي حسب على التقدير الأول؛ أي: وعلموا عدم. وقوع فتنة، وجملة (حسبوا) من الفعل والفاعل مستأنفة، وكذلك على التقدير الثاني تكون جملة (لا تكون فتنة) صلة


(١) أبو السعود.