للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(أنْ) المصدرية (أن) مع صلتها في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي (حسبوا)؛ أي: وظنوا عدم وقوع فتنة.

فائدة: وحاصل (١) استعمال (أن): أنها إن وقعت بعد مادة العلم وما في معناه كاليقين .. تعليق الرفع بعدها, وتعين أنها مخففة من الثقيلة، وإن وقعت بعد مادة غيره مما لا يحتمله كالشك والظن .. تعين النصب بعدها، وتعين أنها المصدرية، وإن وقعت بعد ما يحتمل العلم وغيره كالحسبان كما هنا .. جاز فيما بعدها الوجهان, فالرفع على جعل الحسبان بمعنى العلم، والنصب على جعله بمعنى الظن. وعبارة السمين هنا: والحاصل: أنَّه متى وقعت أن بعد علم .. وجب أن تكون المخففة، وإذا وقعت بعد ما ليس بعلم ولا شك .. وجب أن تكون الناصبة، وإن وقعت بعد فعل يحتمل اليقين والشك .. جاز فيه وجهان باعتبارين، إن جعلناه يقينًا .. جعلناها المخففة ورفعنا ما بعدها، وإنْ جعلناه شكًّا .. جعلناها الناصبة ونصبنا ما بعدها. والآية الكريمة من هذا الباب، وأن مع صلتها على كلا التقديرين المخففة الناصبة سادة مسد المفعولين عند جمهور البصريين, وسادة مسد الأول فقط عند أبي الحسن. والثاني محذوف والتقدير: حسبوا عدم الفتنة كائنًا أو حاصلًا. وحكى بعض النحويين أنَّه ينبغي لمن رفع أن يفصل أن من لا في الكتابة, لأن هناك الضمير فاصلة في المعنى، ومن نصب لم يفصل لعدم الحائل بينهما. {فَعَمُوا} الفاء: حرف عطف وتعقيب. {عَمُوا}: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جمله (حسبوا). {وَصَمُّوا}: فعل وفاعل معطوف على {عَمُوا}. {ثُمَّ}: حرف عطف وتراخ، وعطف بثم الدالة على التراخي دلالة على أنهم تمادوا في الضلال إلى وقت التوبة. {تَابَ اللَّهُ}: فعل وفاعل. {عَلَيْهِمْ}: جار ومجرور متعلق به، والجملة معطوفة على جملة {عَمُوا} {ثُمَّ}: حرف عطف وتراخي {عَمُوا}: فعل وفاعل معطوف على {تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} {وَصَمُّوا}: فعل وفاعل معطوف على {عَمُوا}. {كَثِيرٌ}: بدل من الواو في {عَمُوا وَصَمُّوا} بدل بعض من كل. {مِنْهُمْ}: جار ومجرور صفة لـ {كَثِير}.


(١) الفتوحات.