للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأورثتموا، والجملة الفعلية في محل النصب حال من {الْجَنَّةُ}، والعامل فيها ما في تلك من معنى الإشارة، والتقدير: حالة كونها موروثة لكم، ولا يجوز أن يكون حالا من {تلك} لوجهين:

أحدهما: أنه فصل بينهما بالخبر.

والثاني: أن تلك مبتدأ، والابتداء لا يعمل في الحال، ويجوز أن تكون {الْجَنَّةُ} نعتا لـ {تِلْكُمُ}، أو بدلا، {وأُورِثْتُمُوها} الخبر، ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم؛ لأن الكاف حرف للخطاب، وصاحب الحال لا يكون حرفا، ولأن الحال تكون بعد تمام الكلام، والكلام لا يتم بتلكم. ذكره أبو البقاء. {بِما}: جار ومجرور متعلق بـ {أورث}. {كُنْتُمْ}: فعل ناقص واسمه، وجملة {تَعْمَلُونَ} خبرها، وجملة {كان} صلة لـ {ما}، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوفا تقديره: تعملونه.

التصريف ومفردات اللغة

{يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ} والزينة (١): فعلة من التزين، وهو اسم لما يتجمل به من ثياب وغيرها كقوله: {وَازَّيَّنَتْ}؛ أي: بالنبات، والزينة هنا المأمور بأخذها هو ما يستر العورة في الصلاة. قاله مجاهد والسدي والزجاج.

{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} قال الكلبي: معناه كلوا من اللحم والدسم، واشربوا من الألبان، وكانوا يحرمون جميع ذلك في الإحرام. {وَلا تُسْرِفُوا} قال ابن عباس: الإسراف: الخروج عن حد الاستواء.

{قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ} الفواحش (٢): جمع فاحشة؛ وهي الخصلة التي يقبح فعلها لدى أرباب الفطر السليمة، والعقول الراجحة، ويطلقونها أحيانا على الزنا، والبخل، والقذف بالفحشاء، والبذاء المتناهي في القبح.


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.