المتيقظ، وبه قال الكسائي ومحمد بن يزيد: قال النحاس: {حذرون} قراءة المدنيين وأبي عمرو، و {حَاذِرُونَ} قراءة أهل الكوفة، قال: وأبو عبيدة لذهب إلى أن معنى {حذرون} و {حَاذِرُونَ} واحد؛ وهو قول سيبويه، وأنشد سيبويه:
وفي "المصباح" حذر حذرًا من باب تعب، واحتذر واحترز كلها بمعنى استعد وتأهب، فهو حاذر وحذر، والاسم منه الحذر مثل حمل، وحذر الشيء إذا خافه، فالشيء محذور؛ أي: مخوف، وحذرته الشيء فحذره، اهـ.
{جَنَّاتٍ}؛ أي: بساتين، جمع جنة. {وَعُيُونٍ}: جمع عين من الماء، قال الراغب: يقال لمنبع الماء عين تشبيهًا بالعين الجارحة؛ لما فيها من الماء. {وَكُنُوزٍ}؛ أي: أموال كنزوها وخزنوها في باطن الأرض.
{وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}؛ أي: قصور عالية، ودور فخمة. قال السهيلي في كتاب "التعريف والإعلام": المقام الكريم الفيوم من أرض مصر في قول طائفة من المفسرين، ومعنى الفيوم ألف يوم، كما في "التكملة"؛ وهي مدينة عظيمة بناها يوسف الصديق عليه السلام، ولها نهر يشقها، ونهرها من عجائب الدنيا، وذلك أنه متصل بالنيل، وينقطع أيام الشتاء، وهو يجري في سائر الزمان على العادة، ولهذه المدينة ثلاث مئة وستون قرية عامرة كلها مزارع وغلال، ويقال: إن الماء قد أخذ أكثرها في هذا الوقت، وكان يوسف جعلها على عدد أيام السنة، فإذا أجدبت الديار المصرية كانت كل قرية منها تقوم بأهل مصر يومًا، وبأرض الفيوم بساتين وأشجار وفواكه كثيرة رخيصة وأسماك زائدة الوصف، وبها من قصب السكر كثير. {وَأَوْرَثْنَاهَا}؛ أي: ملكناها لهم تمليك الميراث.
{فَأَتْبَعُوهُمْ} بقطع الهمزة، يقال: أتبعه إتباعًا إذا طلب الثاني اللحوق بالأول، وتبعه تبعًا إذا مرّ به ومضى معه.
{مُشْرِقِينَ} أي: داخلين في وقت الشروق، يقال: أشرق وأصبح وأمسى وأظهر إذا دخل في الشروق والصباح والمساء والظهيرة. قال الزجاج: يقال: