للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤبد بالركوب، فلما استقر الأشرف قايتباى/رقاه وأسكنه فى بيته بالباطنية، ثم أرسله الشام لتركه نائبها بردبك البشمقدار ودواداره أبا بكر، ثم استقر به فى نيابة إسكندرية وأضاف إليه وهو بها تقدمة، ثم نقله من النيابة لإمرة آخور وتحول إلى الديار المصرية فسكن ببيت تمر الحاجب بالقصر تجاه الكاملية، ثم تحول لبيت الدوادار الكبير بالقرب من الحسينية، وسافر فى أثنائها أمير الحاج وكان معه من الفقهاء الصلاح الطرابلسى والشمس النوبى، وكذا توجه فى أثنائها لعمارة برج للسلطان بها، بل وعمر لنفسه حين نيابته بها جامعا ظاهر باب إسكندرية المسمى بباب رشيد للجمعة والجماعات مع تربة وخان بقربه، كان السبب فيه عدم أمن من يبيت من المسافرين ممن يصل إلى الباب بعد الغروب وغلقه وحصل به نفع كبير، ودفن بتربته الظاهر تمربغا، وأنشأ بجانب ذلك بستانا هائلا، وجدد أيضا جامع الصوارى ظاهر باب السدرة وأقيمت به الشعائر، وعمر خارجها بالجزيرة خارج باب البحر على شاطئ بحر السلسلة هيئة رباط وأودع به أسلحة ونحوها، وبنى وهو أمير آخور مدرسة هائلة بالقرب من خوخة أيدغمش للجمعة والجماعات، وجعل بها متصدرا وقارئا للبخارى ونحو ذلك، بل نقل ما كان قرره من التصوف بالجامع الأزهر إليها، وعمل تربة بالقرب من تربة قانم التاجر وبها أيضا تصوف ووظائف، وكذا جدد بالقرب من الروضة فى نواحى باب النصر مكانا يعرف بالشيخ موسى وغير ذلك، وأرصد لكلها أوقافا، ثم نقل إلى نيابة الشام بعد أسر قانصوه اليحياوى وجدد بجوار باب السعادة داخل باب النصر منها مدرسة وقرر فيها صوفية، بل عمل بجانبها مطبخا للدشيشة، وسافر لعدة غزوات ومات فى آخر يوم الخميس ثانى شوال سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه من الغد ودفن بتربته، وكان ساكنا خيرا من خيار أبناء جنسه متثبتا متواضعا متأدبا مع العلماء والصالحين شجاعا اه.

[ترجمة الشيخ أبى حريبة]

وأبو حريبة هو الشيخ أحمد الشنتناوى من قرية بأعمال المنوفية تعرف بشنتنا، وأصله من مدينة قنا بالصعيد الأعلى. يقال إن نسبه ينتهى إلى سيدى عبد الرحيم القناوى ، قرأ القرآن ثم اشتغل فى صغره بالفلاحة ونسج الصوف ونحوه، واشتغل بالسلوك فى طريق القوم فأخذ طريقة الخلوتية عن الشيخ الشنتناوى، ثم طريق الشاذلية عن الشيخ أبى النجا بطنتدا، وأخذ طريق القادرية والرفاعية، ثم أذن له فى التسليك، ثم حضر إلى القاهرة وفتح دكان عطارة، ثم اشتغل بحرفة الكتابة عند نصرانى فى مخبز بحارة درب سعادة، ثم أخذ طريق الختمية عن بعض خلفاء الشيخ عثمان المرغنى المعروف بالختم، فرأى بركة ذلك الشيخ وتعلقت آماله بالاجتماع به فتوجه إلى مكة المشرفة واجتمع به وأخذ عنه مباشرة وأقام