باسم الأربعين، وبعد ساقية العبد (قبة سليم) وهى قرية سكانها نحو ثمانمائة، ونخيلها نحو خمسة آلاف نخلة، وفيها ست عشرة ساقية، وأطيانها نحو مائتى فدان، ويباع فيها التمر، والسمن، والأغنام، وسليم شيخ معتقد عندهم له قبة، وله حضرة كل أسبوع ليلة الاثنين يزوره فيها أهل البلاد المجاورة له، وأكثر مساكنها على دور واحد، وأغلب سقوفها بعقود الطوب؛ من أجل وجود الأرضة التى تأكل الأخشاب، وهكذا أغلب أبنية تلك البلاد، وبعدها ناحية كويه.
[الكلام على قرية كويه ومشتملاتها]
وهى مثل ناحية قبة سليم، ويوجد فيها التمر والغنم واللبن والبيض والقمح والذرة والبصل، وليس لها سوق، وإنما يشترى ذلك من البيوت، وأطيانها نحو ثلثمائة فدان بقرب البحر، أعظم سعة، فيها مائة وخمسون مترا، ونخيلها نحو ثلاثة آلاف نخلة، ويسكنها نحو مائتى نفس، ونساؤهم يغزلن القطن رقيقا وغليظا ومتوسطا، وينسج كل مقاطع، فالرقيق نمرة (١) والمتوسط نمرة (٢) وكلاهما يستعملونه فى ملابسهم، والثالث نمرة (٣)، ويسمى قماش القنجة، ويعملونه قلوعا للمراكب، وطول المقطع من قماش القنجة يبلغ خمسة عشر مترا، وهذا المقدار عندهم ثلاثون ذراعا، وثمن المقطع منه يختلف من ريال مجيدى، ونصف إلى ريالين، ومراكبهم صغيرة مثل مراكب الصيادين، إلا أنها أوسع منها، ويسمونها النقر، وحبالها من الليف، وفى شمالها ثلاث جزائر على خط قاطع للنيل، رأس الوسطى منهن لا يركبه النيل زمن فيضانه، بخلاف باقيهن، فيركبه وقد حصل التصميم على عمل كبرى سكة الحديد عليهن، ومن كويه يسار فى (عقبة فقير بنتى)
وهى عقبة طويلة نحو ثمانية وأربعين ألف/متر، لكنها سهلة ولا يوجد بها إلا محطة فقير بنتى، وهى محطة على شط البحر من محطات البقرليس