للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعرفة بالتواريخ والأيام والأنساب والنحو وغير ذلك، وكان يكتب الخط الحسن وامتدحتى بقصيدة منها:

/أمّا الذكاء فإنه … أذكى وأبرع من إياسه

أضحى البديع رفيقه … لما تفرد فى جناسه

فى أى فن شئته … فكأنه بانى أساسه

ونقل عن المرحوم الفاضل الشيخ محمد شهاب الشاعر أنه كان يقول: إن الشيخ العطار كان آية فى حدة النظر وشدة الذكاء، ولقد كان يزورنا ليلا فى بعض الأحيان فيتناول الكتاب الدقيق الخط الذى تعسر قراءته فى وضح النهار فيقرأ فيه على نور السراج وهو فى موضعه، وربما استعار منى الكتاب فى مجلدين فلا يلبث عنده إلا الأسبوع أو الأسبوعين ويعيده إلى وقد استوفى قراءته وكتب فى طرره على كثير من مواضعه، وكان رحمه الله تعالى طويلا بعيد ما بين المنكبين واسع الصدر أشم أسمر اللون خفيف اللحية، وكان له اتصال خاص بسامى باشا وأخويه باقى بك وخير الله بك وله عليهم مشيخة، وبواسطتهم كان يجتمع على المرحوم محمد على باشا فيجله ويعظمه ويعرف فضله، وتولى مشيخة الأزهر وله تآليف عديدة، منها:

حاشيته على جمع الجوامع نحو مجلدين، وحاشية على الأزهرية فى النحو، وحاشية على مقولات الشيخ السجاعى، وحاشية على السمرقندية، ورسالة فى كيفية العمل بالأسطرلاب والربعين المقنطر والمجيب والبسائط، ورسائل فى الرمل والزايرجة والطب والتشريح وغير ذلك، وكان يرسم بيده المزاول النهارية والليلية رحمه الله تعالى.

[تولية الشيخ القويسنى مشيخة الأزهر]

وبعد موته تقلدها البرهان الشيخ حسن القويسنى فى سنة خمسين ومائتين بعد الألف وتوفى فى سنه أربع وخمسين، وكان مع انكفاف بصره مهيبا جدا عند الأمراء وغيرهم وله الحل والعقد. (وقد ترجمناه فى الكلام على قويسنا).

[تولية الشيخ احمد عبد الجواد الصائم]

وبعده تقلدها الشيخ أحمد عبد الجواد الصائم سنة أربع وخمسين ومات سنة ثلاث وستين (وترجمناه فى الكلام على بلدته سفط العرفاء).

[تولية الشيخ البيجورى على الأزهر،]

وبعده تقلدها شيخ الشيوخ الشيخ إبراهيم البيجورى فى شهر شعبان سنة ثلاث وستين، وسار فيها باحتشام وتوقير إلى أن توفى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف (وترجمته مبسوطة فى الكلام على ناحية البيجور).