القصرين، وهو الآن فى جملة الموقوف عليه. (انتهى ملخصا). وقال صاحب «قطف الأزهار»: هو باق إلى اليوم، ويعرف بحمام الجبيلى (انتهى). (قلت): وهو لم يزل باق إلى يومنا هذا يدخله الرجال والنساء، وعليه حكر لوقف السلطان الغورى، وأظنه جدد فى عهده
قال المقريزى: وهذه الحارة عرفت بحارة الديلم لنزول الديلم الواصلين مع هفتكين الشرابى حين قدم ومعه أولاد مولاه معز الدولة البويهى وجماعة من الأتراك فى سنة ثمان وستين وثلثمائة، فسكنوا بها، فعرفت بهم، ثم قال: وحارة الأتراك هى تجاه الجامع الأزهر، وتعرف اليوم بدرب الأتراك وكان نافذا إلى حارة الديلم. والوراقون القدماء تارة يفردونها من حارة الديلم، وتارة يضيفونها إليها ويجعلونها من حقوقها فيقولون حارة الديلم والأتراك، وتارة يقولون حارتى الديلم والأتراك، وقيل لها حارة الأتراك لنزول جماعة من الأتراك بها، وكانت مختلطة بحارة الديلم لأنهما أهل دعوة واحدة إلا أن كل جنس على حدة لتخالفهما فى الجنسية، ثم قيل بعد ذلك درب الأتراك. (انتهى ملخصا).
وكانت حارة خوشقدم مسكنا للأمراء والأعيان كما هى الآن، ولذلك يقال لها فى حجج الأملاك حارة الأمراء، وإلى وقتنا هذا بها عدّة دور من دور الأمراء والأعيان مثل دار خسرو باشا، ودار الأمير سليمان باشا أباظة (ويغلب على الظن أنها هى دار الأمير خوشقدم)، ودار الحاج محمد الطوير، والحاج سيد الخرزاتى، والسيد حسن الحمصانى وغيرهم.
وبها سبع عطف منها أربع على يمين المارّ بها، وليست نافذة.
[عطفة شق العرسة]
الأولى عطفة شق العرسة. هذه العطفة يغلب على الظن أنها زقاق العريسة الذى ذكره المقريزى فى ضمن الكلام على كنيسة الزهرى وعلى حادثة هدم الكنائس وعلى الحريق الذى حصل فى القاهرة حيث قال: وقع الحريق بحارة الديلم فى زقاق العريسة بالقرب من دار كريم الدين ناظر الخاص فى خامس عشرى جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، وكانت ليلة شديدة الريح، فسرت النار من كل ناحية، حتى وصلت إلى بيت كريم الدين، وبلغ ذلك السلطان، فانزعج انزعاجا عظيما لما كان هناك من الحواصل السلطانية، وجمعوا الناس لإطفائه، ووقف الأمير بكتمر الساقى، والأمير أرغون النائب على نقل الحواصل السلطانية من بيت كريم الدين إلى بيت ولده بدرب الرصاصى وخرّبوا ستة عشر دارا من جوار الدار وقبالتها حتى تمكنوا من نقل الحواصل. (انتهى).