للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[الصالحية: سبب تسميتها]]

وسميت الصالحية نسبة إلى واضعها، قال المقريزى فى الكلام على الطريق التى بين مصر ودمشق: إن الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيوب، هو الذى وضع هذه القرية بأرض السباخ على طرف الرمل، وذلك فى سنة أربع وأربعين وستمائة لتكون منزلة العساكر، إذا خرجوا من الرمل، قال: وبنى بها قصورا، وجامعا وسوقا، وصار ينزل بها ويقيم فيها، ونزل بها من بعده الملوك.

قال الشيخ عبد الغنى النابلسى فى رحلته:

إن بقرية الصالحية مزار الولى الصالح الشيخ حسن الليفى الصامت العجمى، وهو مكان كبير تحيط به جدران أربع، وفى داخله قبة صغيرة فيها قبره ، وعليه الهيبة والوقار، وفى داخل القرية جامع السلطان قايتباى، له ثلاثة أبواب، وعمارته عظيمة متينة لكنها ظاهرة الأيلولة إلى الخراب، وليس له كما لسائر الجوامع داخل وخارج، بل له إيوان قبلى عريض فيه المنبر والمحراب، وليس له أحد يصلى فيه كما يظهر ذلك من نطق حاله باشارة فيه، وله منارة عظيمة تحتاج إلى مؤذن أحواله مستقيمة، وأهل تلك القرية حارتان متميزتان فى الألفاظ والمعانى، فمنهم القيسى الأحمر، ومنهم الأبيض واليمانى، ولهم مكان القيسى واليمانى اللذين هما فى بلاد الشام الجدام والحرام، وفى بلاد الخليل الدارى والمحاور، وهى العصبة الجاهلية التى قاتلها ومقتولها فى النار، لا يغسّل ولا يصلى عليه بحسب ما هو فيه من الحمية، فمن يمر هناك يقول كما قال أبو الطيب المتنبى:

برغم شبيب فارق السيف كفّه … وكان على العلاّت يجتمعان (١)

كأنّ رقاب الناس قالت لسيفه … رفيقك قيسىّ وأنت يمانى (٢)


(١) وكانا على العلاّت يصطحبان، (العرف الطيب فى شرح ديوان أبى الطيب).
(٢) وأنت يمان، (المصدر السابق).