حارة كتامة المعروفة اليوم بحارة الدويدارى. وأما حدودها الغربية فهى مختلفة لتداخل بعض الحارات والعطف فيها مثل: عطفة درب الحمام، ودرب الحموى، وحارة القرطبى، وحارة الجاور على. وجميع هذه الحارات بشارع أم الغلام، خرج بعضها فى أيام الصالح طلائع بن رزيك، وهو حارتا الصالحية، فإن أرضهما من حقوق البرقية كما يؤخذ ذلك من خطط المقريزى:
قلت: وقد صارت الآن حارة البرقية عدة جهات منها: كفر الزغارى، وكفر الطماعين، والعلوة، والدراسة، ودرب الحلفاء، والغريب، وحارة وليلة، وشق العرسة، وما جاور ذلك، وجميعها ينتهى من الجهة الشرقية إلى سور القاهرة الذى خلفه التلول التى وضعها الحاكم بأمر الله خوفا من نزول السيول من الجبل إلى القاهرة.
[[ميدان القبق]]
وكان خلف هذه التلول ممتدا إلى الجبل عرضا ومن الثغرة التى ينزل إليها من قلعة الجبل إلى قبة النصر التى عند الجبل الأحمر طولا ميدان القبق الذى ذكره المقريزى فى خططه فقال:
ويقال له أيضا الميدان الأسود، وميدان العيد، والميدان الأخضر، وميدان السباق، وهو ميدان السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى الصالحى النجمى، بنى به مصطبة فى المحرم من سنة ست وستين وستمائة عند ما احتفل برمى النشاب وأمور الحرب، وحث الناس على لعب الرمح ورمى النشاب ونحو ذلك، وصار ينزل كل يوم إلى هذه المصطبة، فيقيم من الظهر إلى العشاء الأخيرة، وهو يرمى النشاب، ويحرض الناس على الرمى والنضال والرهان، فما بقى أمير ولا مملوك إلا وهذا شغله، وما برح من بعده من أولاده والملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفى الصالحى النجمى والملك الأشرف خليل بن قلاوون يركبون فى الموكب لهذا الميدان، وتقف الأمراء والمماليك السلطانية تسابق بالخيل فيه قدامهم، وتنزل العساكر فيه لرمى القبق.
والقبق عبارة عن خشبة عالية جدا تنصب فى براح من الأرض، ويعمل بأعلاها دائرة من الخشب، وتقف الرماة بقسيّها وترمى بالسهام جوف الدائرة لكى تمر من داخلها إلى غرض هناك، تمرينا لهم على إحكام الرمى، ويعبر عن هذا بالقبق فى لغة الترك.
وما برح هذا الميدان فضاء من قلعة الجبل إلى قبة النصر، ليس فيه بنيان، وللملوك فيه من الأعمال ما تقدم ذكره إلى أن كانت سلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون، فترك النزول إليه، وبنى مصطبة برسم طعم طيور الصيد بالقرب من بركة الحبش، وصار ينزل هناك، ثم ترك تلك المصطبة فى سنة عشرين وستمائة، وعاد إلى ميدان القبق هذا، وركب إليه على