باب الخرق، فاذا حاذى السالك القاهرة كانت عن يمينه وجملة بساتين عن يساره ممتدة إلى النيل، وشمالا إلى قنطرة البكرية الموجودة الآن بشارع العباسية قرب جامع الظاهر.
وكان فى شمال القاهرة مزارع وبساتين ممتدة إلى المطرية. ولم يكن فى الجهة الشرقية إلا جبل الجيوشى، فكان موقع القاهرة فى تلك الأزمان من أجلّ المواقع وأجملها.
ولما استقرّ ملك الفاطميين أحدثوا فى ضواحيها الأربع من المبانى الفاخرة، والمناظر البهجة، والبساتين النضرة، ما زاد فى بهجتها ورونقها، وبقيت كذلك إلى أن انقرضت دولتهم، فتغيرت أحوالها. وصارت إلى ما سيتلى عليك فى مواضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
[[تسمية الحوارى بأسماء القبائل التى سكنتها]]
ويفهم من كلام المقريزى أن قصبة القاهرة كانت فى منتصف المسافة بين السورين، الشرقى والغربى، وتمر بين باب الفتوح وباب زويلة. وقصر الخلفاء كان فى وسط القصبة، وينظر منه إلى بستان الإخشيد، وأن قبائل العرب التى حضرت مع جوهر اختطت أغلب خططها فى جميع جهاتها، ما عدا الجهة التى تقابل الخليج، وإلى اليوم يطلق على بعض حارات القاهرة أسماء من اختطها، فحارة زويلة لم تزل معروفة بهذا الاسم الذى أخذته من قبيلة زويلة من بلاد القيروان، وحارة البرقية من قبيلة البرقية. وللروم الذين هم جموع من نصارى الأروام حارتان: إحداهما داخل البلد بحرى قصر الخليفة بقرب السور، والأخرى خارج البلد من قبليها بقرب باب زويلة، وكذا العطوفية، وحارة الباطنية حيث السور الشرقى، والجودرية حيث السور القبلى.
وجعل لطائفتين من العساكر، وهما الريحانية والوزيرية، حارتان يفصل بينهما شارع فى الجهة البحرية خارج القاهرة من جهة باب الفتوح، وقد صارتا - فيما بعد الدولة الفاطمية - حارة واحدة سميت بحارة بهاء الدين فى زمن الدولة الأيوبية، وتعرف الآن بحارة بين السيارج.
وجعل لطائفتى المرتاحية والفرحية حارة من داخل باب القنطرة، لحيث السور البحرى، وهى الآن الشارع المشهور بخط مرجوش الذى يسلك منه إلى باب القنطرة.
[[بناء الأزهر والمقابر المعزية]]
ثم إن جوهرا بنى الجامع الأزهر قبلى القصر الكبير الشرقى، وجعل بين الجامع والقصر اصطبل القصر المسمى باصطبل الطارمة، وكان به الخيل الخاصة للخليفة فى جهته القبلية،