للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهادر الأعسر المجاورة لقبو الذهب من خط بين السورين فيما بين الخوخة وباب سعادة، ويتوصل إليه أيضا من درب العدّاس المجاور لحارة الوزيرية. أنشأه الأمير فخر الدين عبد الغنى بن الأمير تاج الدين عبد الرزاق بن أبى الفرج الأستدار فى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، وخطب فيه فى هذه السنة وعمل فيه عدة دروس ومات فى نصف شوال منها ولم يكمل ودفن هناك انتهى.

[ترجمة فخر الدين]

وفى الضوء اللامع للسخاوى: أنه عبد الغنى بن عبد الرزاق أبى الفرج بن نقولا فخر الدين بن الوزير تاج الدين الأرمنى الأصل، ويعرف بابن أبى الفرج، كان جده من نصارى الأرمن يصحب ابن نقولا الكاتب فنسب إليه، وهو اسم جده حقيقة، وأبو الفرج أول من أسلم من آبائه، ونشأ والده عبد الرزاق مسلما، وتقلب فى المناصب فولى الوزارة والأستدارية، وولد ابنه هذا سنة أربع وثمانين وسبعمائة فتعلم الكتابة والحساب، وولى قطيا ثم كشف الشرقية فوضع السيف فى العرب وأسرف فى سفك الدماء وأخذ الأموال، ثم تولى الأستدارية فسار سيرة عجيبة فى الظلم وسلب الأموال، ولم يلبث أن صرف وعوقب حتى رق له أعداؤه، ثم ولى قطيا ثم كشف الوجه البحرى ثم الأستدارية فجادت أحواله وصلحت سيرته ومع ذلك أسرف فى أخذ الأموال، وولى كشف الصعيد فجمع من الخيول والإبل والبقر والغنم والأموال ما يدهش، ثم فرض على قرى الوجه البحرى مالا سماه ضيافة، ثم خاف من المؤيد ففر إلى بغداد وأقام عند قرا يوسف قليلا فلم تطب له البلاد، فعاد وترامى على خواص المؤيد فأمنه وأعاده على كشف الوجه البحرى ثم إلى الأستدارية، فحمل فى تلك السنة مائة ألف دينار وتوجه إلى حرب أهل البحرية، فوصل إلى حد برقة ورجع بنهب كثير، ثم أضيفت إليه الوزارة فباشرها بعنف وقطع رواتب الناس وصادر الكتاب والعمال، وحمل إلى المؤيد أموالا جسيمة فجل فى عينه، وتوجه إلى البحيرة لأخذ ما سماه الضيافة، ثم إلى الصعيد وأوقع بأهل الأشمونين، ثم استعفى/عن الوزارة ثم مرض فعاده السلطان، وقدم له خمسة آلاف دينار فأضاف إليه نظر الأشراف، ثم توجه للوجه القبلى فأوقع بالعرب وجمع مالا كثيرا، ثم أصابه الوعك واستمر حتى مات سنة إحدى وعشرين وثمانمائة. ودفن بمدرسته التى أنشأها بين السورين ظاهر القاهرة، وكان عارفا بجمع الأموال، شهما شجاعا ثابت الجأش ساد فى آخر عمره.

قال المقريزى فى عقوده: كان جبارا قاسيا شديدا جلدا عبوسا بعيدا عن الإسلام، قتل من عباد الله ما لا يحصى، وخرب إقليم مصر ليرضى سلطانه فأخذه الله أخذا وبيلا، ولا يستكثر