وفى سنة ١٨٦٣ أخذت الشركة فى مد فرع من الترعة الحلوة إلى السويس، وجمعت لذلك العمل خمسة عشر ألف نفس، وتممته فى زمن قليل، ووصل الماء إلى ثغر السويس، وركبت آلتان بخاريتان بقرب الإسماعيلية على فرع من الترعة الحلوة لإيصال الماء الحلو إلى مدينة بورت سعيد، وإلى باقى المحطات بواسطة أنابيب من الحديد، طول الواحدة منها متران وثلاثة أرباع متر، يتصل بعضها ببعض بغاية الإحكام، وبلغ عدد الأنابيب التى ركبت فى المسافة الواقعة بين الوابورات وبورت سعيد وهى ثمانون ألف متر، عشرين ألف أنبوبة.
وبهذا العمل تم للشركة توصيل الماء العذب إلى جميع محطات خليج البرزخ الواقعة بين البحرين: الرومى والأحمر.
وجعلت الشركة أيضا فى كل محطة حوضا من الصاج، يملأ بالماء العذب ليأخذ منه العمال والسكان.
وبواسطة تلك الأعمال زالت قحولة الصحراء، وأخذ سكان المحطات يزرعون الخضراوات، وبساتين قليلة.
وأنشئت فى مدينة الإسماعيلية بعض مبان فخيمة لإقامة المهندسين والعملة فى شوارع مستقيمة متقاطعة على زوايا قائمة، وجعل كل منزل قائما بنفسه، وبه بستان.
[[السياحة فى مدن القناة]]
وأنشأت الشركة فى تلك المدينة بستانا فسيح الأرجاء عاما، وميدانا للفسحة، وصار السياحون يترددون إليها وإلى بورت سعيد وإلى السويس فيجدون فى كل منها ما يحتاجون إليه، فيقيمون فى بيوت المسافرين المعروفة - «باللوكاندات» - المدة التى يريدونها مع كمال اللذة وراحة الفؤاد، كما يكون فى المدن الغنّاء المؤسسة من أزمان مديدة، ويجدون جميع لوازم المعيشة؛ فكانوا يتعجبون مما حدث وتم فى هذه المدة القليلة، وينشرون هذه الأخبار فى بلادهم وفى البقاع التى يمرون عليها، وشاع ذكر عملية البرزخ ونجاحها، فكثر