للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بئر معين. مات يوم السبت عاشر شوال سنة تسع وأربعين وستمائة، ودفن بالقرب من الحوض. (انتهى ملخصا).

(قلت): ويوجد الآن بأوّل عطفة مراد بيك قبر تسميه العامة بالشيخ الأربعين، فهو على غالب الظن قبر ابن هنس المذكور، وأما الحوض فقد زال من زمن مديد، وأما البئر المعينة فغالبا هى الموجودة بمنزل الأمير يعقوب باشا.

[تكية القوصونية]

وبهذه العطفة الآن تكية تعرف بتكية القوصونية والخلوتية بها قبران، أحدهما يعرف بقبر الشيخ عباس. والثانى يعرف بالشيخ ريحان، وبها أيضا شاهدان من الحجر عليهما كتابة قديمة قد ضاع أغلب حروفها فلم يمكن قراءتها، وبابها لم يزل على هيئة أبواب المدارس القديمة لكن اعتراه بعض تغيير. ويغلب على الظن أن هذه التكية هى المدرسة المهذبية التى ذكرها المقريزى فى المدارس حيث قال: هى بحارة حلب خارج القاهرة. (انتهى).

وقد ذكرناها فى المدارس من كتابنا هذا.

وفى زمن دخول الفرنساوية الديار المصرية كان زقاق حلب المذكور دربا نافذا متصلا بشارع الداوودية والحبّانية، وكان فيه عدة بيوت شهيرة، منها بيت مراد بيك الذى سمى به الزقاق، وكان يشرف على رحبة مربعة طولها يقرب من ستين مترا وكذلك عرضها، وكانت هذه الرحبة بعد خمسين مترا من شارع الحلمية، ومنها بيت إبراهيم بيك شيخ البلد، وكان كبيرا جدا، ومنها منزل ابنه مرزوق بيك، وكان بجوار بيت إبراهيم بيك، والمنازل الثلاثة دخلت فى جنينة الحلمية.

وكان هناك حمّام يعرف بحمّام إبراهيم بيك فى مقابلة بيته، وهو الذى سمّاه المقريزى بحمّام قمارى، ثم عرف أخيرا بحمّام إبراهيم بيك، وبعد هذا الحمّام كانت عطفة الحنا الموجود بعضها هناك الآن، ومنها بيت سليمان بيك الشابورى، وكان بجوار بيت عبد الرحمن بيك الذى سكنه مرزوق بيك بعد موته، وقد دخل أيضا فى جنينة الحلمية، وكان بعد بيت سليمان بيك الشابورى منزل قاسم بيك، وبعضه الآن هو منزل الأمير رستم باشا، وباقيه دخل فى شارع محمد على، وكان من المنازل الكبيرة جدا ممتدا إلى الحبّانية، وكان بجواره من الحبانية حمّام يعرف بحمام قيصون، وكان برسم النساء فقط، وقد زال بالكلية.

[ترجمة مراد بيك]

(قلت): ومراد بيك المذكور هو - كما فى الجبرتى - الأمير الكبير مراد بيك محمد، وهو من مماليك محمد بيك أبى الذهب، استقرّ فى مشيخة مصر هو وخشداشه إبراهيم بيك