عليهم ثم قاموا، وخرجوا من الهرم، فبينما هم جلوس يتعجبون مما وقع لهم، إذ أخرجت الأرض صاحبهم حيا من بين أيديهم، يتكلم بكلام لم يعرفوه، ثم سقط ميتا، فحملوه ومضوا به، فأخذهم الخفراء وأتوا بهم إلى الوالى، فحدثوه خبرهم، ثم سألوا عن الكلام الذى قال صاحبهم قبل موته، فقيل لهم معناه:
هذا جزاء من طلب ما ليس له، وكان الذى فسر لهم معناه بعض أهل الصعيد.
ثم قال: ويقال إنهم لما ثقبوا الهرم، وجدوا داخله مهاوى ومراقى يهول أمرها ويعسر السلوك فيها، ووجدوا فى أعلاها بيتا مكعبا طول كل ضلع من أضلاعه نحوا من ثمانية أذرع، وفى وسطه حوض رخام مطبق، فلما كشف غطاؤه لم يجدوا فيه غير رمة بالية قد أتت عليها العصور الخالية، فعند ذلك أمر المأمون بالكف عن نقب ما سواه.
ويقال إنه وجد على القبور فى الهرم حلة قد بليت، ولم يبق منها سوى سلوكها من الذهب، وأن ثخانة الطلاء الذى عليه قدر شبر من مر وصبر.
انتهى.
وفى حسن المحاضرة: إن المأمون لما فتح الهرم فتح زلاقة ضيقة من الحجر الصوان الأسود الذى لا يعمل فيه الحديد بين حاجزين ملتصقين بالحائط قد نقر فى الزلاقة حفر، يتمسك الصاعد بتلك الحفر، ويستعين بها على المشى فى الزلاقة لئلا يزلق، وأسفل الزلاقة بئر عظيمة بعيدة القعر، ويقال إن أسفل البئر أبوابا يدخل منها الى مواضع كثيرة، وبيوت ومخادع وعجائب، وانتهت بهم الزلاقة الى موضع مربع فى وسطه حوض من حجر جلد مغطى، فلما كشف عنه غطاؤه لم يوجد فيه الإ رمة بالية. انتهى.
[(محاولة ابن طولون فتح الأهرام)]
وممن تهجم على الأهرام أيضا أحمد بن طيلون متملك مصر فى سنة ثلاث وخمسين ومائتين، قال السيوطى فى حسن المحاضرة: قال صاحب