ابن وهب وأشهب من أصحاب مالك، ولما قدم الشافعى مصر صحبه وتفقه به وحمل فى المحنة إلى بغداد إلى القاضى أحمد بن أبى دواد الإيادى/فلم يجب إلى ما طلب منه ورد إلى مصر وانتهت إليه الرياسة بها.
وكانت ولادته سنة اثنتين وثمانين ومائة وتوفى سنة ثمان وستين ومائتين، وروى عنه أبو عبد الرحمن النّسائى فى سننه.
وقال المزنى: كنا نأتى الشافعى نسمع منه ونجلس على باب داره ويأتى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فيصعد ويطيل المكث وربما تغدى معه ثم نزل فيقرأ علينا الشافعى؛ فإذا فرغ من قراءته قرب إلى محمد دابته فركبها وأتبعه الشافعى بصره؛ فإذا غاب شخصه قال: وددت لو أن لى ولدا مثله وعلىّ ألف دينار لا أجد لها وفاء.
وحكى عنه قال: كنت أتردد إلى الشافعى فقال قوم من أصحابنا: إن محمدا ينقطع إلى هذا الرجل ويتردد إليه فيرى الناس أنه رغب عن مذهب أصحابه فجعل أبى يلاطفهم ويقول: هو حدث يحب النظر فى اختلاف الأقاويل ويقول لى سرا: يا بنى الزم هذا الرجل فإنك لو جاوزت هذا البلد فقلت: قال أشهب لقيل لك: من أشهب؟ فلزمت الشافعى ﵁، ثم خرجت إلى العراق فكلمنى القاضى فى مسألة. فقلت: قال أشهب عن مالك. فقال: ومن أشهب؟ فأقبل على جلسائه فقال بعضهم: لا أعرف أشهب ولا أبلق.
ومحمد هذا هو الذى أحضره أحمد بن طولون فى الليل إلى حيث سقايته بالمعافر لما توقف الناس عن الشرب منها والوضوء فشرب وتوضأ؛ فأعجب ابن طولون وصرفه لوقته ووجه إليه بصلة.
وأعين: بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وفتح الياء المثناة من تحت وبعدها نون.
وعسامة: بضم العين وفتح السين المهملتين وبعد الألف ميم ثم هاء انتهى.
[ترجمة محمد بن الموفق]
وفيه أيضا: أن الفاضل الشيخ نجم الدين الخبوشانى (١) مدفون تحت رجلى الإمام الشافعى فى قبته وبينهما شباك. قال: وهو أبو البركات محمد بن الموفق بن سعيد بن على ابن الحسن بن عبد الله الخبوشانى الملقّب نجم الدين الفقيه الشافعى. كان فاضلا كثير الورع تفقه على محمد بن يحيى، وكان يستحضر كتابه المحيط فى شرح الوسيط حتى نقل أنه عدم الكتاب فأملاه من خاطره، وله كتاب تحقيق المحيط فى ستة عشر مجلدا.