قال ابن الطوير: الخدمة فى الطراز وينعت بالطراز الشريف، لا يتولاها إلا أعيان المستخدمين من أرباب العمائم والسيوف، وله اختصاص بالخليفة دون كافة المستخدمين، ومقامه بدمياط وتنيس وغيرهما، وجارية أمير الجوارى، وبين يديه من المندوبين مائة رجل لتنفيذ الاستعمالات بالقرى، وله عشارى دتماس مجرد معه، وثلاثة مراكب من الدكاسات، ولها رؤساء ونواتية لا يبرحون، ونفقاتهم جارية من مال الديوان، فإذا وصل بالاستعمالات الخاصة التى منها المظلة وبدلتها والبدنة واللباس الخاص الجمعى وغيره هيئ بكرامة عظيمة، وندب له دابة من مراكيب الخليفة لا تزال تحته حتى يعود إلى خدمته، وينزل فى الغزالة على شاطئ الخليج، وكانت من المناظر السلطانية.
قال: ولو كان لصاحب الطراز فى القاهرة عشرة دور لا يمكن من نزوله إلا بالغزالة، وتجرى عليه الضيافة كالغرباء الواردين على الدولة، فيتمثل بين يدى الخليفة بعد حمل الأسفاط المشدودة على تلك الكساوى العظيمة، ويعرض جميع ما معه وهو ينّبه على شئ فشئ بيد فراشى الخاص فى دار الخليفة مكان سكنه، ولهذا حرمة عظيمة، ولا سيما إذا وافق استعماله غرضهم، فاذا انقضى عرض ذلك بالمدرج الذى يحضره سلم لمستخدم الكسوات، وخلع عليه بين يدى الخليفة باطنا، ولا يخلع على أحد كذلك سواه، ثم ينكفئ إلى مكانه، وله فى بعض الأوقات التى لا يتسع له الانفصال نائب يصل عنه بذلك غير غريب منه، ولا يمكن أن يكون إلا ولدا أو أخا، فان الرتبة عظيمة والمطلق له من الجامكية فى كل شهر سبعون دينارا، ولهذا النائب عشرون دينارا، ومن أدواته أنه إذا عبى ذلك فى الأسفاط استدعى والى ذلك المكان ليشاهده عند ذلك، ويكون الناس كلهم قياما لحلول نفس المظلة وما يليها من خاص الخليفة فى مجلس دار الطراز وهو جالس فى مرتبته والوالى واقف على رأسه خدمة لذلك وهذا من رسوم خدمته وميزتها.
[حمّام ابن قرقة]
وأما حمّام ابن قرقة فكان بخط سويقة المسعودى من حارة زويلة على ما ذكره المقريزى، ثم لما خرّب عمل موضعه فندق عرف بفندق عمارة الحمامى بجوار جامع ابن المغربى وفى وقتنا هذا محل هذا الفندق وكالة كبيرة عامرة إلى اليوم.