إقليم الفيوم أصله فجوة داخل الجبل عرضه مبحرا مقبلا، أعنى: من بحرى ناحية طامية بنحو ساعة إلى قبلى ناحية الغرق بنحو ساعة، فعرض الفجوة المذكورة المحصورة بين هاتين النهايتين عشر ساعات، وطولها مغربا مشرقا من ابتداء هرم فرعون الذى عند هوّارة المقطع، وتسمى بهوّارة القصب إلى مغرب نحو سبع عشر ساعة، ومسطح أرض الفجوة/المذكورة من أسفل كله حجر، وكان مصفى لمياه الصعيد، وبواسطة مرور المياه من فوهة تلك الفجوة التى طولها من ناحية اللاهون إلى هوارة المقطع نحو ساعتين، وعرض الفوهة المذكورة من قرنة جاد الله إلى قرنة البهلوان نحو ألف وخمسمائة متر، وعرضها من عند ناحية هوّآرة الذى هو مبدأ وجود الحجر فى الأرضية نحو ألف متر ما بين الجبلين، وهناك يوجد قنطرة بعشر عيون، عتبها عال ومساو لكفاية ركوب المياه بالفيوم، ومساواتها لجروف اليوسفى، وهى لأخذ الزيادة عن طاقته وصرفها فى البطس وهو بحر قديم، ثم إلى خزان طامية، ومن خزان طامية إلى بركة القرن، وبواسطة ورود المياه إلى هذه الفجوة طمت وصارت صالحة للزراعة، وحركة الطمى بهذه الفجوة كالطمى الحاصل من مصبات الترع؛ لأن الطمى قريبا من المصب يكون كثيرا، وكلما بعد من المصب يقل تدريجيا حتى أنه فى الانتهاء يكون قليلا جدا بالنسبة للمصب؛ ولذلك صارت أرض الفيوم غير مستوية ومكوره تقريبا، وبها انكسارات ثلاثة من الجانب الشمالى الموازى لبركة القرن، ولبركة الريان وهذه الانكسارات تسمى طبقات؛ فالطبقة الأولى: ميلها قليل وهى من نصبة ناحية سيلة مغربا إلى قبلى ناحية العدوة، وناحية الأعلام، وناحية بنى مجنون، وشرقى ناحية سنروا، وتمتد مقبلة من غرب ناحية دسيا إلى شرق ناحية مطول، وإلى العتامنة، والجعافرة، ثم إلى ناحية شدموه، وأم أقران، ثم من قبلى ناحية الغرق إلى جبل سدّمنت.
الطبقة الثانية: ابتداؤها من الجبل الذى بين معصرة دودة، وطمية مغربا إلى كفر محفوظ، وإلى ناحية سنورس، وإلى ناحية أبهيت الحجر، وإلى ترسا،