قرية من قرى الفيوم بقسم ثانى، واقعة على الوادى الغربى بميل إلى الجنوب، وفى الجنوب الغربى لمدينة الفيوم بنحو ثلاث ساعات، وفى شرقى قرية أبى جندير وقرية نوارة بنحو ثلثى ساعة، وفى شمال ناحية الغرق السلطانى بنحو ساعة ونصف، وليس بها نخيل، بل بها أبراج حمام كثيرة وبها جامع، وكثير من أهلها ينحتون الأحجار لعمائر الأقاليم القبلية. وفى الأزمان السالفة كان يمر بقربها بحر الصفراء، الذى كان معدا لرى بلاد الريان، وكان فمه من اليوسفى بقرب ناحية العزب التى فى جنوب المدينة بنحو ساعة، وكان ذلك البحر متسعا، ويمر من قبلى ناحيتى دفنو وأطصا، ومن شرقى هذه المنية إلى أن يصل إلى بلدة قديمة فى جنوب شدموه.
اندرست ولم يبق منها إلا الآثار، وتسميها الأهالى أم قران، ويقال إن أهالى شدموه من بقايا أهلها، ثم يمر ذلك البحر من ناحية أم قران مغربا إلى أن يصل إلى بلاد الريان، وآثاره وتقاسيمه موجودة إلى الآن. والظاهر أن جسره البحرى كان قد انقطع فى الأزمان السالفة ونزل فى الأراضى المنخفضة فحفرها وأزال جميع طينتها حتى وصل إلى الحجر، ونشأ عن ذلك خور متسع تبلغ سعته نحو ثلاثمائة قصبة فى بعض الأماكن، ويمتد مغربا بجوار المنية فى شمال نوارة وأبى جندير، وفى شرقى نزلة شكيتة بقربها، ثم ينعطف شمالا إلى قرب بركة القرن، فيتفرع فرعين: أحدهما يجرى مغربا إلى الشمال بانعطاف حتى يصل بركة قارون، وثانيهما يجرى مشرقا إلى الشمال وينصب/ فى بركة قارون أيضا فى مقابلة إبشواى الرمان، ولعل خراب بلاد الرمان إبتدأ من ذلك الوقت ضرورة أن بلاد الفيوم ليس لها ما تنتفع به من المياه إلا ماء النيل، ولا يمكن فيها حفر آبار، وإن حفرت فلا تنبع إلا الماء المالح، فمتى أختل بحر من بحوره اختل أمر بلاده ما لم يتدارك بقرب.