منه السلطان حتى كان يرى مخوفات من أجل ذلك فنزل عن منعه. ومات الشيخ حسين سنة ثلاثين وسبعمائة ودفن خارج باب النصر فى زاوية شيخه الشيخ أيوب، وقبره ظاهر يزار كل ليلة أربعاء. انتهى من طبقات الشعرانى.
[جامع جانبك]
هذا الجامع بشارع المغربلين على شمال الذاهب من باب زويلة إلى الحلمية. أنشأه الأمير جانبك الدوادار فى عام ثمان وعشرين وثمانمائة، وهو مقام الشعائر تام المنافع، وبداخله ضريح منشئه، وبه سبيل يملأ من النيل، وله أوقاف تحت نظر الديوان.
[ترجمة جانبك]
وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن جانبك هذا هو الأمير جانبك الأشرفى، اشتراه برسباى صغيرا فرقاه إلى أن أمّره طبلخاناه فى المحرم سنة ست وعشرين وثمانمائة، وأرسله إلى الشام لتقليد النواب فاستفاد مالا جزيلا، وتقرر أولا خازندارا ثم دويدارا ثانيا بعد سفر قرقماس إلى الحجاز، وصارت غالب الأمور مربوطة به وليس للدوادار الكبير معه كلام، وتمكن من أستاذه غاية التمكن حتى صار ما يعمل برأيه يستمر ومالا ينتقض عن قرب، وشرع فى عمارة المدرسة التى بالشارع عند القربيين خارج باب زويلة، وابتدأ به مرضه بالمغص ثم انتقل إلى القولنج وواظبه الأطباء بالأدوية والحقن، ثم اشتد به الأمر فعاده سائر أهل الدولة بعد الخدمة السلطانية فحجبوا دونه، فلما بلغ السلطان نزل إليه فعاده واغتم له وأمر بنقله إلى القلعة، وصار يباشر تمريضه بنفسه مع ما شاع بين/الناس أنه سقى السم، وعولج بكل علاج إلى أن تماثل ودخل الحمام، ونزل لداره فانتكس أيضا لأنه ركب إلى الصيد بالجيزة فرجع موعوكا، وتمادى به الأمر حتى مات فى ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة عن خمس وعشرين سنة تقريبا، فنزل السلطان إلى داره وجلس بحوشه على دكة حتى فرغ من غسله وتكفينه، ثم توجه راكبا لمصلى المؤمنين ومشى الناس بأجمعهم معه ثم دفن بمدرسته.
ذكره شيخنا فى أنبائه قال: وكان شابا حاد الخلق عارفا بالأمور الدنيوية، كثير البر للفقراء شديدا على من يتعانى الظلم من أهل الدولة، وهمّ أستاذه غير مرة أن يقدمه فلم يقدر ذلك، وكان هو فى نفسه وحاله أكبر من المقدمين، ولم تلبث زوجته بعده سوى ستة أيام، ونقل السلطان أولاده عنده وبنى لهم خان مسرور وكان قد استهدم، فأخذ بالريع