للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الأشمونين]

هكذا بصيغة التثنية مع ضم الهمزة كما فى أبى الفداء، وهى إسم لمدينة كبيرة قديمة كثيرة الذكر فى مؤلفات سير أحبار القبط السالفين واقعة بين البحر اليوسفى والنيل، ويقال: إنها من بناء الملكة كيلوبترة اليونانية ملكة مصر وكان يقال لها أيضا: أشمون بالإفراد وكانت تسمى أيضا هرموبوليس مانيا وكلمة هرموبوليس مركبة من كلمتين الأولى هرمو التى معناها طودا وأدريس، والثانية بوليس التى معناها مدينة فيكون معنى مجموع الكلمتين مدينة هرمس: أى إدريس ، وكان له احترام كبير عند المصريين، ويعزون له الفنون النافعة وهو الذى نشر قواعد الموسيقى وقواعد الكتابة والحساب والمنطق واختراع الأقيسة وجميع العلوم البشرية، كما فى كتب الإفرنج فى كتاب لطرون أنه وجد فى خراب هذه المدينة عمود من حجر عليه كتابة رومية من معناها:

رفع هذا العلم لبقاء السعادة للقيصرين مرقوريل أنطونان (١) ومرقوريل كمود (٢) الملقبين أغسطس أرمينياق مديك برتيك جرمانيك سرمنتيك العظيمين وبقاء أهلهم أجمعين، وكان العامل على مصر يومئذ مركوس مريوس منيوس والذى رفع هذا العلم أهل المدينة للمقدس هرمس الأكبر، مقدس المدينة ولباقى المقدسين فى معبده.


(١) يقصد: ماركوس أوريليوس أنطونينوس [١٦١ - ١٨٠ م]. انظر: إدوارد جيبون: اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها،-١/ ١٤٢.