والمنية، ومن الغربى ناحية سفط ونهيا ووسيم، والبساتين خارج القاهرة، وعين له أيضا الخراج، وهو أشجار من سنط لا تحصى كثرة فى البهنساوية وسفط ريشين والأشمونين، والأسيوطية والأخميمية والقوصية لم تزل بهذه النواحى لا يقطع منها إلا ما تدعو إليه الحاجة، وكان فيها ما تبلغ قيمة العود الواحد مائة دينار، وعين له أيضا النطرون، وكان قد بلغ ضمانه ثمانية آلاف دينار، ثم أفرد لديوان الأسطول مع ما ذكر الزكاة التى كانت تجبى بمصر، وبلغت فى سنه زيادة على خمسين ألف دينار، وأفرد له المراكب الديوانية، وناحية اشناى وطنبدى، وسلم هذا الديوان لأخيه الملك العادل، فأقام فى مباشرته وعمالته صفى الدين عبد الله بن على بن شكر.
فلما مات السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب استمر الحال فى الأسطول قليلا، ثم قل الاهتمام به، وصار لا يفكر فى أمره إلا عند الحاجة إليه، إلى أن كانت أيام الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى، فنظر فى أمر الشوانى الحربية، واستدعى برجال الأسطول، وكان الأمراء قد استعملوهم فى الحراريق وغيرها، وندبهم للسفر، وأمر بمد الشوانى وقطع الأخشاب لعمارتها، وإقامتها على ما كانت عليه فى أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب، واحترز على الخراج، ومنع الناس من التصرف فى أعواد العمل، وتقدم بعمارة الشوانى فى ثغرى الإسكندرية ودمياط، وصار ينزل بنفسه إلى الصناعة بمصر، ويرتب ما يحب ترتيبه من عمل الشوانى ومصالحها، واستدعى بشوانى الثغور إلى مصر، فبلغت زيادة على أربعين قطعة، سوى الحراريق والطرائد، فإنها كانت عدة كثيرة. (انتهى).
وقد أطال المقريزى الكلام على ذلك عند ذكر المواضع المعروفة بالصناعة، فراجعه إن شئت.
[بيان محل بركة الحبش]
وبركة الحبش المذكورة محلها الآن بعض أراضى قرية البساتين الكائنة قريبا من قبة الإمام الشافعى من الجهة القبلية. قال المقريزى: وكانت تعرف ببركة المعافر وببركة حمير، وتعرف أيضا بإصطبل قرة، وعرفت أيضا بإصطبل قامش-يعنى القصب-وتنقلت حتى صارت تعرف ببركة الحبش، ودخلت فى ملك أبى بكر الماردانى، فجعلها وقفا، ثم أرصدت