قال المقريزى: هذه المدرسة بابها فى شارع سويقة حارة الوزيرية من القاهرة. أنشأها الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقانى السلاحدار، وجعل بها درسا للشافعية والحنفية، وفتحت فى يوم الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ست وسبعين وستمائة.
[ترجمة آق سنقر]
آق سنقر: هو الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقانى السلاحدار، كان مملوكا للأمير نجم الدين أمير حاجب، ثم انتقل إلى الملك الظاهر بيبرس فترقى عنده فى الخدم، حتى صار أحد الأمراء الأكابر، وولاّه الاستادارية وناب عنه بمصر مدّة غيبته، وقدّمه على العساكر غير مرة، وفتح له بلاد النوبة.
وكان وسيما جسيما شجاعا مقداما حازما، صاحب دراية وخبرة مدبرا، كثير الصدقة والبر المعروف، وولاه الملك السعيد بركة قان نيابة السلطنة بديار مصر؛ فأظهر الحزم وضم إليه طائفة من الأمراء، وكانت الخاصكية تكرهه فاتفقوا على القبض عليه، وتحدّثوا مع الملك السعيد فى ذلك، وما زالوا به حتى قبضوا عليه، فلم يشعر إلاّ وهو قاعد بباب القلة من القلعة وقد سحب وضرب ونتفت لحيته وجر-وقد ارتكب فى إهانته أمر شنيع-إلى البرج فسجن به ليالى قليلة، ثم أخرج منه ميتا فى أثناء سنة ست وسبعين وستمائة وجهل قبره انتهى. وهى باقية إلى الآن وتعرف بجامع دقمق.
[المدرسة الفارقانية]
هى بشارع السيوفية على رأس حارة الألفى تجاه زاوية الآبار، بناها الأمير ركن الدين بيبرس الفارقانى، وهو غير الفارقانى المنسوب إليه المدرسة الفارقانية بحارة الوزيرية من القاهرة، وهى عامرة إلى الآن وتعرف بزاوية الفارقانى. انظر الزوايا.