وأن محمد بن على بن على بن محمد بن نصير-ككبير-الشمس أبى الفضل الدمشقى القوصى الأصل القاهرى الشافعى مات فى ليلة الجمعة رابع عشر ذى القعدة سنة سبعين وثمانمائة، ودفن بحوش سعيد السعداء، وكان مديما للاشتغال مع وفور ذكائه ويقظته واستقامة فهمه وفطنته، متجملا فى ملبسه وهيئته، رغبته فى القيام والصيام ومراعاة سلوك الاحتشام، أخذ العفة عن الجمال الأمشاطى، والونائى، والمناوى، والبلقينى وغيرهم، وأخذ عن الشمسى التفسير والأصلين والعربية والمعانى، وأخذ الحديث عن شيخ الإسلام ابن حجر، وتردد فى أواخره على ابن الهائم والشروانى، وصحب الشيخ مدين وقتا واختلى عنده وأقبل عليه الشيخ، وتصدر للإقراء، ولما مات ناصر الدين بن السفاح استقر عوضه فى تدريس الفقه بالحسينية وكذا فى تدريس النابلسية وتقدم على أقرانه وحج مرتين، ولم يزل أمره فى ازدياد وشهرته مستفيضة بين العباد، إلى أن مات رحمه الله تعالى.
[ترجمة محمد بن عبد العزيز بن مظفر المعروف بابن عز الدين]
وأن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مظفر بن نصير بن صالح البلقينى الأصل القاهرى الشافعى المعروف بابن عز الدين، مات فى يوم الخميس عاشر شعبان سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، ودفن فى تربة سعيد السعداء، كان علامة فى الفرائض، ومن مشايخه العز ابن جماعة، والجلال البلقينى، والعراقى، والهيتمى وغيرهم. وحج فى سنة تسع عشرة ودخل دمياط والمحلة ونحوهما، وناب فى القضاء عن الجلال البلقينى، وترقب القضاء الأكبر وخوطب به وكاد أمره أن يتم فى أيام الظاهر خشقدم، ودرس بمدرسة سودون من زاده بالنيابة عقب أبيه، وكذا ولى بعده إفتاء دار العدل، واشتهر بالثروة الزائدة، وقد امتحن فى أوائل سلطنة الظاهر جقمق فى ذى القعدة سنة اثنتين وأربعين بسبب جارية أفسدها عبده، جر ذلك إلى إهانته وضربه وإشهارد على حمار وفى عنقه باشه، وبذل ألف دينار فأكثر، وآل أمره إلى عزله من نيابة الحكم، ولزم بيته حتى مات رحمه الله تعالى.
[ترجمة محمد بن محمد المعروف بالصدر المليجى]
وأن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الصدر بن الصلاح ابن عبد العزيز المليجى الأصل المنوفى المولد القاهرى الشافعى نزيل سعيد السعداء-المعروف بالصدر المليجى-مات فى يوم الخميس سنة تسع وسبعين وثمانمائة وصلى عليه بالخانقاه،