للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخشب المخروط أيضا، وعلى الباب الوسط من هذه الأبواب قبة منقوشة وكتابة بالقلم الكوفى، وقد بلغ الخديو الأعظم أن فى بعض قواصر تلك المقصورة خللا فأمر بإصلاحها فرم منها مما يلى باب الشوام جملة وافرة نحو الثلث، وصرف عليه من أوقاف الجامع، وذلك فى سنة تسعين ومائتين وألف.

[المقصورة الجديدة]

وقد مر الكلام على المقصورة الجديدة، وهى أصغر من المقصورة القديمة، ويفصلها من القديمة إيوان ممتد بطولها ارتفاعة أكثر من نصف ذراع، وفيها المنبر عند محرابها ودكة للمبلغين خلف القبلة القديمة كما فى المقصورة القديمة، يستعملان للتبليغ فى الجمعة والعيدين وفى قراءة رثاء من يموت من مشاهير العلماء، وقد أزيلت هذه الدكة الآن، وسقف المقصورتين من الخشب/المتقن الصنعة ويرتفع سقف الجديدة عن سقف القديمة نحو ذراعين، وفى كليهما عدة ملاقف لجلب النور والهواء، ولها أبواب تفتح وتقفل على حسب الاقتضاء.

[محاريبه]

ليس فى المقصورة الجديدة إلا محرابان، محراب كبير عن يمين المنبر وهو مرتفع مبنى بالرخام، وعليه مع المنبر الخشب المخروط العظيم الصنعة قبة مرتفعة قائمة على ستة أعمدة، أربعة أمام المنبر والقبلة كل اثنين متجاوران، وبجوار الحائط عمودان كل واحد فى زاوية.

والمحراب الآخر عن شمال المنبر بعيد عنه، وهو محراب صغير يعرف بقبلة الشيخ الدردير.

وفى المقصورة القديمة المحراب الأصلىّ القديم وهو مصنوع بالرخام الجيد صنعة متقنة، وعليه قبه مرتفعة، وفى أعلاه عن يمين المصلى صندوق موضوع على رف يقال إن به قطعة من سفينة نوح ، وقطعة من جلد بقرة بنى إسرائيل، وأن لذلك سرا عجيبا فى عماريته. ولكل من هذين المحرابين الكبيرين إمام ومبلغ للصلوات الخمس، فإمام الجديدة مالكى وإمام القديمة شافعى، ولكل منهما مرتب من النقود والجراية.

وكان فى المقصورة القديمة قبلة بقرب باب الشوام قائمة ببناء صغير، وكانت تعرف فى الزمن الأخير بقبلة البيجورى بسبب أن الشيخ إبراهيم البيجورى شيخ الجامع الأزهر كان يصلى عندها كثيرا، وقد أزيلت فى عمارة سنة تسعين ومائتين وألف.

وبقرب رواق الشرقاوية فى مؤخر المقصورة قبلة صغيرة من خشب تعرف بقبلة الخطيب الشربينى، عليها كتابة بالخط تدل على أن عملها كان سنة سبع وعشرين وستمائة، وفى ظاهر