للميت، كل ذلك وهو منقطع متوجع حتى مات فى رجب سنة سبع وتسعين وثمانمائة انتهى.
(جوسق) قرية من مديرية الشرقية بقسم بلبيس على الشاطئ الشرقى لترعة الخضراوية وفى الجنوب الغربى لمنية حمل بنحو ثلاثة آلاف وثلثمائة متر وفى شمال ناحية العيسى بنحو أربعمائة متر وبها جامع وقليل نخيل.
[ترجمة الشيخ سليمان الجوسقى]
وإليها ينسب كما فى الجبرتى الشيخ سليمان الجوسقى شيخ طائفة العميان بزاويتهم المعروفة الآن بالشنوانى، تولى شيخا على العميان بعد وفاة الشيخ الشبراوى وسار فيهم بشهامة وصرامة وجبروت وجمع بجاههم أموالا عظيمة وعقارات، فكان يشترى غلال المستحقين المعطلة بدون الطفيف ويخرج كشوفاتها وتحاويلها على الملتزمين ويطالبهم بها كيلا وعينا، ومن عصى عليه أرسل عليه الجيوش الكثيرة من العميان فلا يجد بدّا من الدفع وإن كانت غلال معطلة صالح عليها بما أحب من الثمن، وله إخوان يرسلهم إلى الملتزمين بالجهة القبلية يأتون إليه بالسفن /المشحونة بالغلال والسمن والعسل والسكر والزيت وغير ذلك، ويبيعها فى سنى الغلوات بالسواحل والرقع بأقصى القيمة، ويطحن منها دقيقا ويبيع خلاصته فى البطط بحارة اليهود، ويعجن نخالته خبزا للفقراء العميان يتقوّتون به مع ما يجمعونه من الشحاذة فى طوافهم آناء الليل وأطراف النهار بالأسواق والأزقة، وتغنيهم بالمدائح والخرافات وقراءة القرآن فى البيوت ومصاطب الشوارع وغير ذلك، ومن مات منهم ورثه الشيخ المترجم وأحرز لنفسه ما جمعه الميت، وفيهم من وجد له الموجود العظيم ولا يجد له معارضا فى ذلك.
واتفق أن الشيخ الحفنى نقم عليه فى شئ فأرسل إليه من أحضره موثقا مكشوف الرأس مضروبا بالنعال على دماغه وقفاه إلى بيت الشيخ بالموسكى بين ملأ العالم، ولما انقضت تلك السنون وأهلها صار المترجم من أعيان الصدور والمشار إليهم فى المجالس تخشى سطوته وتسمع كلمته، ويقال: قال الشيخ كذا، وأمر الشيخ بكذا، وصار