وعشرين ومائة وألف إن الوزير إسماعيل باشا - المتولى على مصر سنة سبع ومائة وألف - قد اشترى بيتا بحدرة طولون بجوار حمام السكر من عتقاء عثمان جربجى مطلا على بركة الفيل، ثم لما عزل إسماعيل باشا المذكور باع هذا البيت والأملاك التى كان وقفها على التكية التى أنشأها بقراميدان للوزير حسين باشا الذى تولى بعده. (انتهى). (قلت): ويغلب على الظن أن هذا البيت هو الآن بيت الأمير حسن باشا راسم لأنه هو الذى بقرب الحمام ومطل على بركة الفيل، وبه جنينة متسعة، وقاطون مشترك بينه وبين بيت الشنوانى المجاور له.
وحارة حمام بابا هذه عن يمين المارّ من الشارع، ويسلك منها لشارع أزبك تجاه عطفة روبنة، وعن يسار المارّ بها حارتان؛ إحداهما تعرف بحارة الوكيل، والأخرى بحارة البقرية، بداخلها زاوية صغيرة، يقال لها زاوية الأربعين، بها ضريح الشيخ الأربعين، يعمل له مولد كل سنة، وشعائرها معطلة لتخربها، ونظرها لرجل يعرف بشحاته الفران من أهالى تلك الخطة، وهناك دار الأمير إبراهيم باشا الجردلى، ودار الأمير نجم الدين باشا، ودار ورثة المرحوم اتوزبير.
***
[شارع قلعة الكبش]
عن يسار المارّ بشارع حدرة الحناء بجوار جامع صرغتمش من جهته الغربية، ويمتدّ لشارع الزيادة، وينتهى إلى بركة البغالة، وطوله أربعمائة متر وأربعون مترا.
[[مناظر الكبش]]
عرف بالكبش من اسم الجبل المبنى فوقه البيوت، وكان عليه دار الإمارة فى زمن عمال مصر من طرف الخلفاء الأمويين والعباسيين. وفى دولة الفاطميين جعلوا فوقه قصورا سميت مناظر الكبش ذكرها المقريزى حيث قال: هذه المناظر آثارها الآن - يعنى فى زمنه - على جبل يشكر بجوار الجامع الطولونى مشرفة على البركة التى تعرف ببركة قارون أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل فى أعوام بضع وأربعين وستمائة، وكان حينئذ ليس على بركة الفيل بناء، ولا فى المواضع التى فى بر الخليج الغربى من قنطرة السباع إلى المقس سوى البساتين، وكانت الأرض التى من صليبة جامع ابن طولون إلى باب زويلة بساتين، وكذلك الأرض التى من قناطر السباع إلى باب مصر بجوار الكبارة ليس فيها إلا البساتين، وهذه المناظر تشرف على ذلك كله من أعلى جبل يشكر، وترى باب زويلة والقاهرة وباب مصر ومدينة مصر وقلعة الروضة وجزيرة الروضة، وترى مجرى النيل الأعظم وبر الجيزة،