شنكا عظيما ونشر بيارق الانتصار ونكس البيرق العثمانى، الذى كان أمر أمير الجيوش أن ينشر فى كل مكان توجد فيه الفرنساوية.
وبعد أيام حضر حاكم المنصورة إلى دمياط، وعقد المشورة مع حاكم دمياط على أخذ الجيزة وبلدة المنزلة. ثم سار حاكم المنصورة بعساكره إلى البحر الصغير قاصدا إقليم المنزلة، فخرجت/عرب ذلك البر، فى محلة يقال لها الجمالية، فصادمهم وشتت عسكرهم، وأفنى أكثرهم وأحرق تلك البلدة، ثم سار إلى المنزلة. فلما بلغ خبره الشيخ حسن طوبار انزعج وخاف خوفا عظيما، وفر من ساعته إلى الأقطار الشامية، وأما أهل البلد فدخلوا تحت الطاعة وأخبروه بقرار الشيخ حسن طوبار فأعطاهم الأمان، وأحضر أخا الشيخ حسن طوبار وأقامه شيخا مكان أخيه، وضبط القوارب التى كانوا يسيرون بها من المنزلة إلى دمياط فى البحيرة المالحة، وأرسلها إلى دمياط وكانت تنيف عن خمسة آلاف قارب، فأمنت الفرنساوية الذين فى دمياط شر نواحى المنزلة، لأن الشيخ حسن طوبار كان منتظرا قدوم عساكر الجزار ليسير بها إلى دمياط فى تلك القوارب.
ثم عاد الجنرال دوقا إلى المنصورة من بعد ما حارب فى طريقه عربا كثيرة كانوا يتعرضون له فى الطريق، واستمر إقليم المنزلة وبر دمياط طائعا للفرنساوية والعداوة فى ضمائرهم مختفية. ا. هـ.
ثم ارتحل الفرنسيس عن هذه الديار وزالت تلك الآثار.
[مطلب مساحة دمياط، وعدد مساجدها]
[وغير ذلك]
وطول المدينة من الشمال إلى الجنوب، ألف وستمائة وخمسون مترا، وعرضها ستمائة وخمسون مترا، ومسطح سقفها ألف ألف وثمانون ألف متر، وبها من المنازل نحو خمسة آلاف وثمانمائة منزل، وأبنيتها بالآجر والمونة والبعض بالحجر الآلة، وكثير منها على ثلاث طبقات أو أربعة، وعدد أهلها خمس وثلاثون ألف نفس، طباعهم تميل إلى الرقة والرفاهية وحسن المعاشرة سيما للأجانب، ولانخفاض موقعها وتسلط